الأربعاء، 4 يوليو 2012

كيف أعد الله العالم للتجسد


كيف أعد الله العالم للتجسد
+ قضية خلاص الإنسان :
الآب أعد لها منذ سقوط آدم إلى ملء الزمان ومن محبته له أرسل الإبن الذى نفذ عملية الخلاص على صليب الجلجثة ومات وقبر وقام وصعد إلى السماء وأرسل لنا المعزى الروح القدس ( منبثق من الآب لكى يتمم الخلاص فى
الكنيسة ) .
+ كيف أعد الله العالم للتجسد ؟
لازم نعرف أن العهد الجديد مخبأ فى العهد القديم ، والعهد القديم تحقق فى العهد الجديد ( رو 11 : 33 – 36 ) .
+ القصة من البداية :
لقد أعد الله مكاناً يسكن فيه مع البشر على الأرض .. ولكن بحسد إبليس الذى شكك الإنسان فى كلام الله ودفعه لمعصيته ( تك 3 : 4 ، 5 ) وبالتالى أصبح المكان ( الجنة ) لا يصلح لمعيشة الإنسان بعد فساد طبيعته وأصبحت عشرته مع الله مستحيلة " فلا شركة للظلمة مع النور " ( 2كو 6 : 14 ) . فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التى أُخذ منها ( تك 3 : 23 ) .
+ وبدأ الله يدبر له الخلاص فصنع له أقمصة من جلد .
وكان نتيجة فساد طبيعة الإنسان : " أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله " ( تك 4 : 8 ) وصار قايين ملعوناً من الله ( تك 4 : 11 ) .
.. وعوّض الله آدم عما حدث بين ولديه ( قايين وهابيل ) فولد شيث ، وشيث ولد إبن فدعا إسمه آنوش ، حينئذ ابتدئ أن يدعى بإسم الله . ( تك 4 : 26 )
وإبتدأ نسل آدم من شيث يقترب من الله فإقترب منه الله ( يع 4 : 8 ) وذاقوا فوائد الحياة مع الله فكان من نسلهم أخنوخ الذى سار مع الله ولم يُوجد لأن الله أخذه ( تك 5: 24) وإبنه متوشالح الذى كان أكبر معمر فى الأرض إذ عاش 969 سنة ( تك 5 : 27 ) .
ومتوشالح ولد لامك ، ولامك ولد نوح ، ثم ولد نوح سام وحام ويافث .. بعد ذلك يقول الكتاب " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم .. فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض .. وتأسف فى قلبه فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته لأنى حزنت أنى عملتهم .. وأما نوح فوجد نعمة فى عينى الرب " ( تك 6 : 5 – 8 ) .. وكان الفلك والطوفان .. ( تك 7 : 17 ) .
وجدد الله وعده للإنسان " وبارك الله نوح وبنيه وقال لهم أثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض " ( تك 9 : 1 ) ، ولكن طبيعة الإنسان مازالت فاسدة .. فتمردوا وشكوا فى مواعيد الله وبنوا لهم برجاً خوفاً من عودة الطوفان ثانية ( تك 11 : 4) فبلبل الله لسانهم ( تك 11 : 7 ) .. لكن الله لم ييأس من خلاص الإنسان .
فوُلد إبرآم من نسل سام إبن نوح ( تك 11 : 26 ) ..
" وقال الرب لإبرآم إذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أُريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأُعظّم إسمك وتكون بركة .. فذهب إبرآم كما قال له الرب .. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان . فأتوا إلى أرض كنعان " ( تك 13 : 1 – 5 ) .
وإبتدأ الله يكون له شعباً خاصاً به على الأرض ويوضح لهم أنه سيخلصهم ويعطى لهم عناية خاصة ، وأعطى الرب الإله وعوداً لإبرآم نظراً لطاعته إياه من أرض جيدة شاسعة وكثرة نسل ، وبنى إبرآم مذبح للرب .. وكان الرب معه وسنده فى تجاربه .. ( تك 13 : 14 ) .
كانت أول معركة يخوضها شعب الله إبرآم و 318 من ولدان بيته ( تك 14 : 14 ) ( تذكرنا بأول معركة روحية للكنيسة فى التاريخ + أول معركة للكنيسة الأولى فى نيقية سنة 325 ضد هرطقة بدعة آريوس قادها أثناسيوس و318
أسقفاً ) ونصره الله واسترد لوط وعشيرته .. وبها إستحق بركة كاهن الله العلى
" ملكى صادق " هذا أول من قدم ذبيحة غير دموية لله ( ذبيحة شكر "إفخارستيا") عرفاناً بالجميل الذى صنعه الله مع إبرآم .
وبدأت العلاقة بين الله وإبرآم تتوثق إلى أن الله كان يستشير إبرآم فى أعماله
( تك 18 : 17 – 23 ) بعد أن قطع معه عهداً ليكون هو ونسله شعباً لله " بالختان " ( تك 17 : 9 – 14 ) ودعاه إبراهيم .. وجاء إسحق بعد وعد انتظار ويأس " إبراهيم وسارة " رمزاً لمجئ السيد المسيح بعد وعد انتظار ويأس البشرية كلها .
وطلب الله من إبراهيم أن يقدم له اسحق محرقة ( حق الله فى تنفيذ الحكم المؤجل منذ آدم فى ورثة آدم ) فأطاع إبراهيم حباً . فى الله ...،
ولكن هكذا " أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "
( يو 3: 16) .. فالإنسان ( فى شخص إبراهيم ) قدم إبنه حباً لله ، هكذا الله قدم إبنه حباً فى الإنسان ، وكان إسحق إبن الوعد الوحيد لإبراهيم رمزاً للبشرية .
وعاد إسحق حياً ولم يمت (رمزا للفداء) ، وتزوج وأنجب يعقوب وعيسو ..، ورفض عيسو الله وبركته..؛ لأنه أطاع بطنه وباع بكوريته ، مثل الشعب اليهودى ..؛ (جاء الى خاصته وخاصته لم تقبله)  وصار يعقوب أبو الأسباط الذى كان فى عدادهم يوسف صاحب مدرسة التجارب التى كانت سببها إخوته وحقدهم عليه " كما حقد الفريسيين واليهود على السيد المسيح فى العهد الجديد " ( لو 11 : 53 ، 54 )
وكما جاز يوسف كل التجارب وانتصر وسجد له إخوته ، هكذا المخلص ، هذا يمهد ذهن البشر لذلك (تك 37 : 18 - ) " فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه فقالوا بعضهم لبعض هوذا هذا صاحب الأحلام قادم ، فالآن هلم نقتله " هكذا فى مثل الكرامين فى ( لو 20 : 14 ) " فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلموا نقتله لكى يصير لنا الميراث " .
وقال يوسف لإخوته " الآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتمونى إلى هنا لأنه لاستبقاء حياة أرسلنى الله قدامكم " ( تك 45 : 5 ) . هكذا المسيح .
وتغرب الشعب كما سبق ، فأنبأ الله إبراهيم بذلك ( تك 15 : 13 ، 14 ) فى أرض مصر ثم خرج منها بأملاك جزيلة ، بعد أن تهذب موسى بكل حكمة المصريين ( أع 7: 22 ، 1 مل 4 : 30 )وخدم لهم قضية خلاصهم من عبودية فرعون وعبر بهم البحر الأحمر ..
وانفرد الله بشعبه فى برية سيناء أربعين سنة وأظهر اهتمامه بهم وعنايته لهم (" عمود النور– سحابة للظل ، أكل : المن والسلوى ، شرب : الصخرة وخلافه ، صحة : الحية النحاسية وكيفية الخلاص ، لبس : نعالهم لم تبلى ... ") وختم رحلتهم بقيادة يشوع بن نون – وكأن الله يقول لهم أنه بيشوع تدخلون أرض الميعاد " أورشليم الأرضية " ، وبيسوع المسيح تدخلون " أورشليم السمائية " أرض الوعد .. " أرض جديدة وسماء جديدة " .
ورغم دخولهم أرض الميعاد وبعد أن تمجد الله معهم فى حروب كثيرة ، لكنه شعب قاسى الرقاب لا يفهم – حقاً قال عنهم إشعياء النبى : " اسمعي أيتها السموات واصغي أيتها الأرض لأن الرب يتكلم . ربيت بنين ونشأتهم . أما هم فعصوا على . الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه . أما إسرائيل فلا يعرف  شعبي لا يفهم " . ( إش 1 : 2 ، 3 )، وفى سفر هوشع يقول الرب :" قد هلك شعبى من عدم المعرفة " ( هو 4 : 6 )
فبدأ الله ينتقى منهم أنبياء حتى لا يحيدوا عما رسمه الله لخلاصهم ، ونتيجة لذلك :
1-          أصبحوا يدركون أنه ليس مخلص آخر سوى الله ( إش 43: 11 ، 12 ، هو 13 : 4 ) .
2-          أصبحوا يطلقون على الله إسم المخلص ( إش 63 : 8 ) .
3-          تنبأ أنبياؤهم بقدومه ( إش 9 : 6 ، 7 ،11 : 1 – 5 ، 40 : 1 – 5 ، ميخا 7 : 7 ، مز 23 : 1 ، 14 ) .
4-          أدركوا أنه لا فائدة من الثقة بكبرياء فى القدرة البشرية . ( مز 33 : 16 ، زك 4 : 6 ) .
5-          تعددت صلواتهم فى طلب الخلاص ( مز 118 : 25 ، أر 17 : 14 ) .
6-          تقديم الذبائح " الخطية ، الإثم ، السلامة .. خيمة الاجتماع ، بناء الهيكل .. "
+ ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلاً ": اطلب لنفسك آية من الرب إلهك . عمق طلبك أو رفعه إلى فوق. فقال آحاز لا أطلب ولا أُجرب الرب . فقال اسمعوا يا بيت داود هل هو قليل عليكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضاً ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " ( إش 7 : 10 – 14 ، مت 1 : 23 ) ( هذه الآية لها قصة مع سمعان الشيخ ) .. بداية المصالحة = الله معنا .
ورغم كثرة النبوات والأحداث التى تشير إلى تجسد المسيح للخلاص ولكن مفهوم اليهود للخلاص للأسف كان مفهوم أرضى مادى .. ( أكلة عدس " عيسو " ، ملك أرضى ، مملكة أرضية ، حياة رغدة بدون عبودية .. وإلى الآن يستخدمون المسيحية لتحقيق ذلك " المجيئيين ، السبتيين ، شهود يهوه الأدفنتست ) . ويربطون مجئ المسيح بعودتهم إلى فلسطين وتكوين دولة عظيمة يملكون معه 1000 سنة ويقيد فيها الشيطان ، فالخطية أفسدت ذهن البشر وحرفت أفكارهم وعلقتهم بالأمور المادية الأرضية العقلانية .
+ ولما طال بهم الزمان طلبوا لهم ملك متشبهين بأولاد الناس (1صم 8 : 5) " فقال الرب لصموئيل : اسمع لصوت الشعب فى كل ما يقولون لك لأنهم لم يرفضون أنت بل إياى رفضوا حتى لا أملك عليهم "     ( 1صم 8 : 7 ، 10 ، 19) ومسح شاول أول ملك على إسرائيل ( 1صم 10 : 1-24 ) .
ولكن بعد أن عصى شاول كلام الله " كان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً : ندمت على أنى جعلت شاول ملكاً .. " ( 1صم 15: 10، 11، 26) ومسح داود ملكاً على إسرائيل عوض شاول ( 1صم 16: 12 ، 13) وأطلق على ملوك إسرائيل مسيح الرب ( 2صم 1: 14، 16 ، أخبار الأيام الأول 29 : 22 ) .
+ قد تنبأ يعقوب لبنيه فكان من نصيب يهوذا " لا يزول قضيب من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب " ( تك 49 : 10 ) فبارك الله بيت داود ، أصل يهوذا ، وأعده ليتجسد منه المخلص .
" وفى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل إسمها ناصرة ، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود إسمه يوسف وإسم العذراء مريم . فدخل إليها الملاك وقال : سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك . مباركة أنت فى النساء ، فلما رأته اضطربت من كلامه ما أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك : " لا تخافى يا مريم لأنك وجدتِ نعمة عند الله . وها أنت ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع ، هذا يكون عظيماً وابن العلى يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى إبن الله "
( لو 1 : 26 – 35 ) .
" فصعد يوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التى تُدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم إمرأته المخطوبة وهى حبلى " ( لو 2 : 4 – 7 ) .
وكان رؤساء كهنة إسرائيل يعلمون أين يولد المسيح .. والدليل على ذلك :
عندما جاء المجوس إلى أورشليم : "قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق وآتينا لنسجد له ، فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه . فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح . فقالوا له فى بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى وأنتِ يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل " ( مت 12 : 2 – 6 ، ميخا 5 : 2 ) ( كلمة لحم : سريانية بمعنى خبز ، أفراتة : مثمر أى بيت الخبز المثمر ) .
وكان أيضاً قد سبق الرب وأعطى زكريا الكاهن وإمرأته أليصابات ابن بعد الكبر ، وأهله ليكون صوت صارخ أمام الرب ليهيْ الطريق أمامه هو: يوحنا المعمدان .. ليفتكروا إبراهيم وسارة وذبيحته ، فيوحنا ليس الذبيح بل الذى بعده.
هذا كله مركز فى تحضير شعب خاص ؛ لإعداد عذراء تستحق أن يأخذ الرب منها ناسوتاً ، أما من جهة العالم فقد كان ملئ الزمان " كمال الزمان " .
+ سيطرة الإمبراطورية الرومانية فوحدت اللغة تقريباً بين كل ولاياتها ( اللغة اليونانية ) .
    +أنشأت ومهدت طرق بين كل الولايات والمدن مما سهل عملية التبشير الأولى.. ،
    
      وهكذا عندما عجز الإنسان أن يعيش مع الله فى الجنة ، جاء الله لكى يتصالح مع الإنسان على الأرض فتجسد وتأنس ليعلمنا طريق الخلاص . ( فى 2 : 6 ، 7 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق