الاثنين، 11 يونيو 2012

الطريق الى.... السعادة


الطريق الى....  
 السعادة
يقول صاحب كتاب : العلم وسعادة الانسان
     "... ما أعظم المسافة التى تفصل بيننا وبين ذلك العصر الذهبى للعلم ! لقد انحرفت مجتمعاتنا عن خط السير انحرافاً كبيراً وعميقاً ، وتعكرت السماء التى كانت صافية ..، أو تكاد ؛ فنحن نسير في جو مرهق ومقلق ، ونلمح أخطاراً في كل مكان ، أخطاراً لا يسعنا أن نحددها ولا أن نحيط بها بصورة أكيدة ؛ نحن ركاب طائرة غير متأكدة من نقطة وصولها ، مترددة في أتجاهاتها ، وتسير مع ذلك بأقصى سرعتها في جو ملوث ودون أن تبدو لنا الشاخصات الثابتة التى تدخل الطمأنينة على النفوس .......
     ونحن منحرفون في عالم متحرك لا نستطيع الافلات منه ، ولا نعرف إلى أين يقودنا هذا الوجود الذي نخضع له ، أفلسنا نركض نحو كارثة أو نحو انتحارجماعى ؟.. وهذه الحضارة المزعومة أليست فى نهاية المطاف عبارة عن انطلاقة نحو الانحطاط ؟ ..اننا نطرح على أنفسنا هذه التساؤلات بمرارة متزايدة..، فالأمر يتعلق بقلق حقيقى على مصير كرتنا الأرضية...
     ان الأرض محدودة ، ومواردها ليست بدون حدود ، يجب اذا أن نحترمها لا أن نلوثها ؛ فالانتاج من أجل الانتاج فقط يبدو اليوم موقفا مشينا ...
     ما العمل اذا ؟ فى عالمنا المهدد  بالقنبلة الهيدروجينية التى بمقدورها تدمير معظم البشرية في لحظات .. والمهدد في نموه المفرط ..، والمهدد أيضاً في أبعاده البشرية ؛ بسبب المدن الضخمة التى أصبحت الحياة فيها أشبة بحياة قطيع البهائم ؛ والمهدد بالطبيعة الصارمة للحاسبات الآلية الكبيرة العديمة الشخصية والتى من شأنها أن تفقد التفكير والقرار محتواهما الانسانى .
     هذا العالم الذي فقد التوازن في ثقافته بسبب التخصص السائد في مؤسساتنا ، كيف نتوجه فيه ؟  وهل بامكاننا العيش فيه؟ وهل سيكون بوسعنا أن نفكر من تلقاء انفسنا ، وأن نتحاشى الضربات التى تستقطب اهتمامنا ؟ وما هى درجة الحرية التى نتمتع بها ؟  وأخيراً .. هل بامكاننا أن نجد السعادة في هذا العالم ؟ ... "
لأنى أومن بعمق بأن :- السعادة ممكنة في كل مرحلة من مراحل التاريخ البشرى ... "[1]
انتهى كلام صاحب العلم وسعادة الانسان ..، وننتقل لآخر، حيث يقول :
 " أنت تبحث عن السعادة والفرح .. وأنا أيضاً ... فأين نجدها ؟"
         أحبائى .. " كل شىء مستطاع لدى المؤمن "
ماهية السعادة :-
     ان الكتب السماوية تقول لنا : أن السعادة في الايمان ، وتسليم الأمر لخالق الكون ، والرضا بالمقدور وتجنب الشر وفعل الخير ....
 وعلم النفس يقول لنا : أنها في اتزان الشخصية .. والتوزان بين قدرات الانسان ورغباته وطموحه
 والماديون يقولون : إنها في اشباع حاجات الانسان المادية وغرائزه ...  
 والمرضى يقولون : إنها في الصحة ... والأصحاء يقولون : لو كانت فيها وحدها لكانت الوحوش أسعد مخلوقات الأرض !!.
خلاصة القول .. فالنتيجة المرجوه من أى علاقات ، هى السعادة والنجاح .. ولكن ما هو تعريفنا لذلك ؟
يقول صاحب كتاب " مباريات سيكلوجية ": " لعلك توافقنا أنه من الصعب أحيانا أن نضع تعريفات محددة لمواضيع كبيرة احتار فيها الفلاسفة والعلماء منذ قديم الزمان ، وخاصة تلك التى تتعلق بمشاعر وقيم انسانية ، ولكن على أى حال سوف نحاول ونجتهد :-
     نحن نعتقد أن السعادة والنجاح هما : الاحساس بالطمأنينة وبأن هناك طعماً ورائحة ولون للأشياء ..، واستطرد يقول :-
السعادة والنجاح : هما بصيص النور الذي يبدد ظلمة الوجود ..
                        : هما أن هناك غداً ننتظره ونأمل الخير فيه ..
                        : هما الاحساس بالأمان ..
وبأختصار شديد جداً : انك بخير – وأننا بخير ..
     وعلى حد قول هذا الكاتب ؛ ان كلمة الخير هى المرادف والمعنى لكلمة السعادة والنجاح ..
أن تري الخير في نفسك  ، وان تري الخير في الناس .. " كل شئ طاهر للطاهرين ... " [2] ؛ أن تستمر علاقاتك مع الناس في اتجاه السعادة والنجاح .. أن يصبح شعارك في الحياة دائما هو :" أنا بخير وأنت بخير"..، فكما يقول معلمنا بولس الرسول :-
" فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل، فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع و لا سيما لأهل الايمان " [3]
فسعادتى في أسعادى للآخرين ..

     فالسعادة : هي ماتشعر به وأنت تحاول اسعاد الآخرين ..كيف ترسم ابتسامة علي شفاة الآخرين.. فهي ليست قطعا ، كوني أفرح ولو علي حساب الآخرين!! ..
     سئل الكاتب " سلامة موسي "  في كيف نتعلم السعادة ؟ أجاب : نتعلم السعادة بأن نسعد الناس كما نسعد نحن . وذلك الذي يستهلك سعادته دون أن يشرك فيها غيره لن يحصل علي ما يستحق أو يطلب منها ؛ ذلك لأن الأنانية وحدها لاتسعدنا؛ وانما الذي يسعدنا أننا نحس أننا مشتركون مع غيرنا... واضح أن الرجل السعيد حقا ، هو الذي تنبع السعادة من قلبه كما لو كانت أشعاعاً نفسياً ..
     وكما قال احد الفلاسفة أيضا : " أول ما ينبغى أن نتعلمه في فن معاملة الناس هو : ألا نعترض سبيل سعادتهم .. "
مصدر السعادة والفرح  :
       الفرح هو ثمر ثان من تفعيل عمل الروح القدس في الانسان المسيحى [4]  , ذو الطبيعة الجديدة التى  تتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه [5] ؛  كمنحة من الله للسالكين بالروح [6] ؛ فتعطى لصاحبها الأمان والأ من كما يقول داود النبى ".. أيضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي عصاك و عكازك هما يعزيانني " [7]
.. فالسعادة الحقيقية : ليست هى لذة النفس ، أو راحة الجسد  واشباع شهواته .. أو  ما يوفره العالم والشيطان من تمتع وقتى بالخطية [8]  أو كما يراه الناس فينا من تصنع مظهرى للفرح ؛ برسم ابتسامة صفراء مفتعلة ... فقد نجد غنياً مكتئبا ً وفقيراً سعيداً !!
لقد وضع السيد الرب في عهدنا الجديد معايير للسعادة في مستهل وعظته على الجبل ، وذلك في التطوبيات  ، فمعنى كلمة طوبى : تعنى : " يالسعادة "  ..،  نراه يقول :
"طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات "
السعادة من خلال "الإتضاع " .. فكم تكون سعيدا عندما تقدمُ غيرك على نفسك في الكرامة .. [9]  وكم تكون سعيدا  وفرحا وأنت آخر الكل وخادم الكل [10]
ونسأل في ذلك مثلاً : القديسة " أنا سيمون " - القديسة الهبيلة - .. كيف عاشتها ؟

" طوبى للحزانى لانهم يتعزون"
     لولا خبرة الألم لما كانت هناك سعادة ...
     النجاح يسبب الفرح  والنشوة ، لكنهما يتضاعفان عندما يقترنان بالعذاب .... !
أحبائى : أن لم نهئ حياتنا ليوم الجمعة الحزينة ، ولأسبوع الآلام ؛ فعبثا يكون إنتظارنا " لأحد القيامة " ، ولمباهج العيد . فكما يقول معلمنا بولس الرسول :-
"كحزانى و نحن دائما فرحون كفقراء و نحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا و نحن نملك كل شيء "[11]

"طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض"
     يعُرف أحد مفسرى العهد الجديد ؛ الوداعة بأنها : هى المستوى الذي بدونه لا يمكن أن يصل الانسان المسيحى إلى التكريس والحياة العملية في المسيح
فالوديع : هو الذي يعطى روح الله الساكن فيه أن يمتلك كل حياته ؛ وبالتالى يتحكم في كل سلوكياته ..، فهو صلب ذاته مع المسيح .. لكى يظهر المسيح في كل تصرفاته [12] الذي  لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته[13] , فعلاً قالها رب المجد "... تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " [14]
      وقيل عنه :" قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعا راكبا على أتان و جحش ابن أتان " [15]
     فالوداعة ، مرادفه للهدوء ، او ما يُحدث الهدوء أو من يعمل لتسكين الألم والجروح
     فالوديع أيضاً : هو الذي يتحكم في سلبيات أعصابه، ولا يفقد هدوءه ، مهما يكن الموقف ..وتصل الوداعة بالانسان الي أن يتقبل كل شئ بهدوء حتي الموت .. ولنا في الشهداء مثالآ :
     والوداعة في القاموس اليوناني ، تتضمن : القدرة علي احتمال الاهانات والتوبيخ ، وعدم التحرك نحو الانتقام من الغير، أو الاثارة بالغضب ، والتحرر من الغيظ والسخط ، واقتناء الهدوء والرزانة ؛ ولذلك أصبح من المعروف أن الغضب ضد الوادعة ؛
     فالوداعة : هي القوة التي يمنحها الروح القدس الساكن في الانسان المسيحي ؛ لكي يضبط  انفعاله وعاطفته لخدمة المسيح له المجد واخواته الأ صاغر ... ولذلك يالسعادتهم  ؛ لانهم سيرثون الأرض الجديدة [16]

" طوبى للجياع و العطاش الى البر لانهم يشبعون " ...

     يالسعادة ., الذين لا يكلون من عمل الخير ، ودائما نفوسهم عطشى لفعل الخير والبر، وهؤلاء الذين تأكدوا بأنه : من يشرب من ماء العالم يعطش أيضا، وأن الشبع الحقيقى عند الرب يسوع [17]
     فالسعادة ؛ فيمن ينهلون شغوفين إلى الرب برنا[18] ، ومتمثلين به ، تابعين آثار خطواته " الذي جال يصنع خيرا و يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس "[19]  ؛  لأنه " من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا " [20]
     لقد كانت آخر كلمة وجهها الرب لنا على الصليب ، قبيل أن يقول " قد أكمل " ؛ قال " أنا عطشان "[21]
     لم يكن يريد الماء او الخل ، ولكن عطشه كان الى البر ؛ الى استيفاء العدل الالهى حقه ، وخلاص البشر

     ولنا في قصة القديس بطرس العابد مثالا .. كان عطشهُ الى الخير أدّى به الى أن باع نفسه عبدا ..، ليفعل بثمن نفسه خير للناس ... كما سيده [22]

" طوبى للرحماء لانهم يرحمون "
     " حينئذ تقدم اليه بطرس و قال يا رب كم مرة يخطئ اليّ أخي و أنا أغفر له ..؟ هل الى سبع مرات. قال له يسوع لا أقول لك الى سبع مرات .. بل الى سبعين مرة سبع مرات. وضرب لهم مثلا فقال :-

     "لذلك يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا أراد أن يحاسب عبيده. فلما ابتدأ في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة ، و اذ لم يكن له ما يوفي أمر سيده أن يباع هو و امرأته و أولاده و كل ما له و يوفي الدين..، فخر العبد و سجد له قائلا يا سيد تمهل علي فاوفيك الجميع ، فتحنن سيد ذلك العبد و أطلقه و ترك له الدين، و لما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار فأمسكه و أخذ يعنفه قائلا أوفني ما لي عليك..، فخر العبد رفيقه على قدميه و طلب اليه قائلا تمهل علي فأوفيك الجميع..، فلم يرد بل مضى ، و ألقاه في سجن حتى يوفي الدين، فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا و أتوا و قصوا على سيدهم كل ما جرى..، فدعاه حينئذ سيده ، و قال له أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت الي. أفما كان ينبغي أنك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا..؟ و غضب سيده و سلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه.. فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته "[23]
يالسعادة الرحماء ..... لانهم يُرحمون ...

"طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله "
.. " النقاوه" : كما جاءت في التعبير اليونانى : إنما تشير الى الغسل والتطهير , كازالة الأوساخ من الملابس , وتعنى أيضاً تنقية ما هو صالح مما هو ردئ ( الفرز )  فكما جاء في الكتاب المقدس "  الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح و الانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه " [24] - ؛ فالقلب النقى : هو المتطهر من أوزار الشر ، ودائما خيرّ وكما يقول دواد في مزاميره " الرب صالح ومستقيم . لذلك يعلم الخطاة الطريق "[25]
اذا : يالسعادة النقى في قلبه ، لأنه دائما يخرج الصالحات ، فيعاين بها الصالح الذي هو الله ..
     وكم هو محزن الشر والخطية ؛ اللذان يحجبان رؤيانا لله .. كانت خطية ادم وحواء سبباً فى إنفصالهما عن الله ..

"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون"
" و حين تمت الايام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم،  و أرسل امام وجهه رسلا فذهبوا و دخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له..، فلم يقبلوه ؛ لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم.... فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب و يوحنا، قالا : " يا رب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا أيضا،  فالتفت و انتهرهما و قال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الانسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص ..." [26]
     فالانتقام عكس السلام ..
      وصية الله لنا في  العهد الجديد  : "أتبعوا السلام مع الجميع"[27] ؛ لدرجة محبة الأعداء ..[28] ؛ وهذا ما يميز أولاد الله الذين فيهم روحه مثمرة : المحبة والفرح والسلام [29]، عن أولاد الناس الذين فيهم روح أبيهم ابليس ، الذين لايعرفون طريق السلام [30]..... ( فمن أى روح أنتما ؟ !!).
     وكلمة " شالوم " العبرية  هى تقابل كلمة سلام : وتعنى ما يؤول الى خير الانسان ، وكل ما يجعل الحياه تحقق أقصى خير لحياة البشر :
      فالسلام : يدل على هناء الحياه اليوميه ، ووضع الانسان الذى يعيش فيها فى وئام (تكيف ) مع الطبيعة ، مع نفسه ، ومع الله ، وبصورة واقعية ،
     السلام : بركه ، وراحه ، ومجد ، وغنى ، وخلاص ، وحياة :.
     السلام : هو السؤال المتكرر الاستفهامى عن صحة الآخر :
هل هو سليم ( سالم من أى خطأ ) ؟ ..... " حمد لله على السلامه ....
     السلام : هو الأمان : هو ثقة متبادلة ، مثبته غالبآ بعهد أو ميثاق ...
فى العهد القديم : كانت تقدم " ذبائح سلام " للتعبير عن الشركة بين الله والأنسان [31]
     السلام : خير : لاسلام قال الرب للاشرار [32]
فالسلام اذن: هو مجموعة الخيرات التى  يمنحها  الروح القدس للانسان البار فى كل جوانب حياته ...؛  فالسلام هو: كمال السعادة...

     لقد تكررت كلمة سلام فى كتاب العهد الجديد وحده 88 مره ولم يخلُ سفر فيه منها ....
     وتتكرر كثيرآ فى صلاة القداس الألهى ( ايرينى باسى ) بمعنى السلام لكم ... يقولها الكاهن فى الصلاة للشعب .....
     وفى مقدمة أول صلاة فى الأجبيه ( صلوات السواعى ) فى صلاة باكر – قطعة البولس ( أسالكم انا الاسير ....)
يقول : مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام .) [33]
      وكانت أول تحيه من السمائين للأرضيين فى بداية تجسد الله الكلمه : ..." المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام ."[34]
     فالسلام :- هو ثمر المصالحة بين الأرضيين والسمائيين ...؛ فبعدما أتم الله فعل ما تجسد من أجله ( اذ صلب ومات وقام )؛ أول ما ظهر لتلاميذه قال : " السلام لكم ... "[35]
.. وعندما صعد الرب يسوع ؛ لم يترك شيئاً على الارض إلا السلام " سلاماً أترك لكم "[36]
فيالسعادة من يتشبه بخالقه ويصنع وينشر السلام بين الناس وفي ربوع الأرض، حقاً : يستحق أن يُدعى      " ابناً لله " ..

"طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات "

.. قال الابن للآب في صلاته الشفاعية : "  أنا قد أعطيتهم كلامك و العالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم" [37]
     وقد سبق وقال الرب يسوع لتلاميذه: "  قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله ... في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم " [38]

     ويقول الروح القدس على فم معلمنا بطرس :" لأن هذا فضل ان كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزانا متألما بالظلم ؛ لأنه أي مجد هو أن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون ، بل ان كنتم تتألمون عاملين الخير، فتصبرون فهذا فضل عند الله. لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر. الذي اذا شتم ؛ لم يكن يشتم عوضا، و اذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل "[39]
     وفي موكب الصليب ، قال الرب لبنات اورشليم :" .. لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس " [40]
     وفي قصة شفاء المولود أعمى : يقول الانجيل لمعلمنا يوحنا :- " ..  فلم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوي الذي أبصر.فسألوهما قائلين أهذا ابنكما الذي تقولان أنه ولد أعمى فكيف يبصر الآن..؟أجابهم أبواه و قالا : نعلم أن هذا ابننا و أنه ولد أعمى.. و أما كيف يبصر الآن فلا نعلم ، أو من فتح عينيه فلا نعلم هو كامل السن اسالوه فهو يتكلم عن نفسه.  قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود ؛ لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه ان اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع. لذلك قال أبواه أنه كامل السن اسالوه ، فدعوا ثانية الانسان الذي كان أعمى و قالوا له اعط  مجدا لله نحن نعلم أن هذا الانسان خاطئ ، فأجاب ذاك و قال أخاطئ هو لست أعلم انما أعلم شيئا واحدا اني كنت أعمى و الآن أبصر. فقالوا له أيضا ماذا صنع بك كيف فتح عينيك. أجابهم قد قلت لكم و لم تسمعوا لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ. فشتموه و قالوا أنت تلميذ ذاك و أما نحن فاننا تلاميذ موسى ، نحن نعلم أن موسى كلمه الله ، و اما هذا فما نعلم من أين هو، أجاب الرجل و قال لهم ان في هذا عجبا أنكم لستم تعلمون من أين هو و قد فتح عيني.. و نعلم أن الله لا يسمع للخطاة و لكن ان كان أحد يتقي الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع..، منذ الدهر لم يسمع ان أحدا فتح عيني مولود أعمى.. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا، أجابوا و قالوا له في الخطايا ولدت أنت بجملتك و أنت تعلمنا فأخرجوه خارجا، فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده و قال له أتؤمن بابن الله؟  أجاب ذاك و قال من هو يا سيد لأومن به.. فقال له يسوع قد رأيته و الذي يتكلم معك هو هو. فقال أومن يا سيد و سجد له.[41]

     يقول القمص تادرس يعقوب  في هذا الصدد :- " إذ ننعم بالبنوّة لله خلال اتّحادنا مع ابن الله الوحيد في مياه المعموديّة نمارس عمله الذي هو السلام ، الأمر الذي يقابله الشيطان بالمقاومة فيثير حتى الأقرباء ضدّنا .... إن كان السيّد قد ختم التطويبات باحتمال التعيير والطرد ، - أي الاضطهاد - فقد اشترط لنوال المكافأة السماويّة ، أن نحتمل ذلك "من أجل البرّ" أو كما يقول "من أجلي" إذ هو برّنا[42]، وأن ما يُقال عنّا من تعييرات يكون كذبًا " [43]
" و أعداء الانسان أهل بيته " [44] : من هنا تبدأ المتاعب ، والطرد والمعايرة ؛ فعندما يصير الفرد مسيحياًً في أسرة غير مسيحية ، أو متديناً ويحيا المسيحية في أسرة مسيحية غيرمرتبطة بالمسيح ؛ كان يواجه صعوبات كثيرة ربما تصل إلى الطرد من أسرته ،  وتغلق أبواب بيوت أهله في وجهه .. وهناك كانت تظهر جلياً محبة الشخص المسيحى للمسيح أكثر من أهله وزويه بل أكثر من نفسه [45]
    أباؤنا الرسل : بعد أن جلدوا وأوصوهم أن لايتكلموا باسم المسيح .. يقول الكتاب :" ...... و أما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين ان يهانوا من أجل اسمه" [46]
     فيالسعادة المطرود ( المتالم) من اجل البر( المسيح ) ؛ لأن لهم ملكوت السماء ..
فكما قال الكتاب :" نتألم معه كى نتمجد أيضاً معه "
كذلك يقول الرب : أفرحوا وتهللوا ..
وكلمة (يتهلل) في اللغة اليونانية  معناها الحرفى : "يقفز ( يطير) من الفرح"
  قد سمعنا من الرب يسوع ؛ ورأينا في كتابه المقدس ما سجله الروح القدس عن معايير السعادة ..

فكيف تستمر السعادة في حياة الانسان المسيحى؟
تركز السعادة في الحياة ؛ على محورين أساسين :-
1.  المحور الرأسى : الارتباط بمصدر السعادة الرئيسى ، وذلك بعلاقة قوية مع الله ،  عن طريق اضرامنا للروح القدس [47] الساكن فينا[48] ، بممارسة وسائط عمل النعمة أى غذاء الروح ؛ من صلاة ، وصوم ، وأسرار الكنيسة .. . كل هذا يحتاج الى جهاد.. 
فكما يقول الشاعر : من طلب العلى بغير كد    أضاع العمر في طلب المحال
وكما يقول الفيلسوف المسيحى جان أحمرانيان : من حاول الوصول الى الله بدون ألم .. ، يصل الى الألم بدون الله .. وكلماً كان ارتباطنا قوى بخالق السعادة ؛ كلماً  استمرت وازدادت سعادتنا ..؛ فهو كفايتنا :"معك لا أريد شيئاً"
" ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته "[49]
2.  المحور الافقى : وهو تفعيل العلاقة الرأسية ، بفعل إيجابى مع الآخرين ، فتكون مقدار سعادتى في اسعادى للآخرين " اعطوا تعطوا ..." [50] كما فعلت السامرية " فتركت المرأة جرتها و مضت الى المدينة و قالت للناس هلموا أنظروا .. "[51]
وبمقدار احترامى لموهبة الروح القدس ؛ بمقدار ثمر الفرح الذي يثمره في داخلى روح الله ، ويصبح الانسان مفرحا لمن يتعاملون معه ، ويحتك بهم ..
     اذا : فبمقدار ثباتى في المسيح .. و اسعادى للآخرين ،  بمقدار استمرار سعادتى الشخصية .

v ويؤكد د . احمد عكاشة - عالم النفس -[52]  أهمية الصحة النفسية للانسان ، واعتبرها طوق النجاة من القلق ؛ فالذي يتمتع بصحة نفسية جيدة يشعر بالسعادة  في معظم لحظات الحياة ، ولا تهاجمه الأمراض العضوية (خاصة أمراض الجهاز العصبى والقولون وأوجاع البطن وغيرها..) .
    وقد أثبتت دراساته أن أهل الريف في مصر أكثر قلقاً واكتئاباً من أهل المدن ، على عكس ما هو شائع ، وأرجع ذلك إلى أنهم لا يشعرون بالرضا نتيجة أنهم لا يستطيعون الاستمتاع بما يستمتع به أهل المدن خاصة بعد نقل الفضائيات لمباهج الدنيا التي  يستمتع بها  أهل المدن .
وأكد أن الحنان والحب والتواصل مع الآخرين هو أكبر السعادة ؛ بينما الانعزال والوحدة وعدم والتواصل مع الآخرين يسبب ضموراً في المخ ويتسبب في تحطيم الذات ....                                                                                                                                                   

معوقات السعادة

1.    البعد عن الله ... " النكد "
2.    إنتفاخ   الأنا ... " الذات "
3.    كلام الناس ... " المعاشرات الرديئة "
4.    الطموحات المرضية ...
5.    الهموم "over load"

1- البعد عن الله ... " حياة النكد "

          يقول ارميا النبى " ابهتي أيتها السموات من هذا و اقشعري و تحيري جدا يقول الرب لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء  "[53]
.. وفي العهد الجديد يقول لنا الرب يسوع :- " أنا الكرمة و أنتم الأغصان الذي يثبت في و أنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا"[54]
ولكن في هذا المجتمع الإقتنائى الذي نعيش فيه يطبع فينا خصال وأساليب تجعلنا نهتم بالقنية والغنى الأرضى ..
في هذا الصدد . يقول الأنبا موسى الأسود " محبة المقتنيات تزعج القلب والزهد فيها يمنحه استناره "
نتعب .. نكد .. نشقى ... من أجل المقتنيات والكماليات .. بل والوصول إلى الغنى الفاحش ...
ولكن هذا نجاح في الثروة وليس في الحياة الانسانية ...  " لأن محبة المال أصل لكل الشرور" [55]
وجالبة لحياة النكد ببعدها عن المسيا .. [56]
ولنا في ما قاله الرب عن الغنى الغبى درساً ...

.. وهناك أمثلة كثيرة فى ذلك :-
v   فنجد في قصة حياة نابليون الثالث - امبراطور فرنسا العظيم -

     الرجل الذي توافرت له سبل السعادة من شباب وجمال ومال وثروة ..، وقع في غرام "مارى اوجينيه" وهى ابنة كونت أسبانى غير عريق النسب ، ولكن  الامبراطور ضحى بكل شئ فى سبيل الاقتران بها..، وتزوجا ؛ فوهبها الشهرة والمال والحب..، كما أخلصت له الامبراطوره الى درجة العبادة..، ولكن نار حبهم خمدت سريعا..، وانطفأ وقيدها؛ لقد تحولت الى رماد بارد !! ..، فما هو السبب ؟
لقد أجلس نابليون زوجته على عرشين هما: عرش فرنسا  ، وعرش قلبه ، وكان يحق لها ذلك ، غير أن سلطان الغيرة وروح الشك ملكا عليها نفسها ؛ لقد باتت لاتثق بنابليون ؛ فصار يسعى بنفسه الي الانفراد ..، وكثيرا ما كانت تندفع الي مكتبه وهو منهمك في تصريف شئون البلاد ، فتلهيه عن عمله ، كانت تخشى أن يكون زوجها قد أتخذ له صاحبة غيرها ، وهذا مايخلق النكد ، وكثيرا ما كان نابليون يتسلل من قصره متشحاً بالظلام وقد وضع على رأسه قبعه رخوة أسدلها حتى سترت نصف وجهه ومعه أعوانه المخلصون ، فيقصدون منزلا يعرفه نابليون ؛ ليلقى الامبراطور هناك غانية تكون في انتظاره..، فاذا قضى معها بعض الوقت شعر بالحيوية ، وقسطا من السعادة المؤقتة .. ، وهذا يعنى أن نابليون ؛ بالرغم من معطيات السعادة التى منحت له ، لم يكن يرتوى السعادة مع زوجته ... فكيف يهنأ ونكدها يسد عليه كل طريق ؟
     وهكذا..لقد كانت أوجينيه  أجمل نساء عصرها وفي مركز أعظمهن ، الا أن كل هذا الجلال والجمال لم يسعهما أن يبقيا الحب الزوجى مزدهرا وسط أبخرة النكد السامة . 
     ويقولون : " الرجل لايبكى الا مرة واحده ولكن دموعه تكون حينئذ من الدم " !!..
v   وفي قصة الكاتب الكبير تولستوى العبقرى الروسى  الذي صار ضحية النكد أيضاً :
... كان تولستوى قصصياً عبقرياً ... وكان نبيلاً من النبلاء ؛ وثرياً من الأثرياء ، تزوج عن عشق فجمع بين الشهرة والحب ، وبلغ مع زوجته قمة الهناء والسعادة ، حتى أنهما كان يسجدان لله شكراً على ماحباهما من النعمة ،
     ولكن : الحال سرعان ما تغير ..، فقد زهد  تولستوى من الدنيا ، واعتنق مبادئ أقرب إلى الروحانية الرهبانية ؛ فعاش عيشة متقشفة ، وأخذ يدعو إلى إنصاف الفقراء ، كما كرس حياته لاصدار نشرات تدعو إلى السلام  وتنفّر من الحرب ، وكان يفلح الأرض بيده ، ويصنع أحذيته بنفسه ويكنس غرفته ، ويأكل في وعاء من الخشب ،
      أما زوجته فقد كانت تعشق الترف ، وتشتهى أن تظل ذات مال وجاه ، ومن ثم أخذت تخلق له كل منغصات الحياة، وصارت تلعن وتشتم حين قرر أن الأدب يجب أن يكون في خدمة الانسان ، فلا يجوز أن يتقاضى صاحب الكتب عنها أجراً ، وعندما كان لا ينصاع لرأيها تهبُ في نوبة عصبية هستيرية ، فتهدد بالانتحار ، بل وتمسك زجاجة السم وتقربها إلي شفتيها ، وهكذا كانت حياة تولستوى العبقرى الإنسان ، مع زوجته العبقرية أيضاً ، ولكن في خلق النكد والمنغصات ....
     وذات مساء وعلى غير انتظار، عادت إليها طبيعة المرأة  ...، فطلبت من تولستوى أن يعيد عليها قراءة بعض الرسائل التى كانا قد تبادلانها أول عهدهما بالحب والزواج ، وأجابها تولستوى إلى ما طلبت ، فاستعادت في نفسها ذكريات الحب السابق بينهما، وقارنت ذلك بواقع عواطفها آنذاك ، فبكت ندماً ، وبكى تولستوى أسفاً على ضياع زوجته ، ولكن الزوجة لم ترتدع عن أخلاق النكد ، وفي الثامنة والثمانين من عمره ، وجد تولستوى نفسه مضطراً لأن يتسلل من البيت ، فيهيم على وجهه في شتاء جليدى قارس ،  وبعد بضعة أيام وُجدت جثته في إحدى محطات السكة الحديد ، وهو رث الثياب ، ولكن فى وجهه مهابة وجلال .. فماذا أفاد النكد تلك الزوجة ؟......
لقد أفقدها زوجها ، وحرم العالم عبقرية رجل من النادر أن يظهر لها مثيل !!....
... ابراهام لنكولن الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية .... بالرغم من عظمة هذا الفلاح الأمريكى الصلب ، وبالرغم من خشونة تقاطيعه ، إِلا أنه كان ذو قلب طيب جداً....، وأِما زوجته فكانت مثال الشراسة وسلاطة اللسان ، ومما يذكر عنها من مواقف سلبية : أن زوجها أخطأ ذات مرة خطأ تافها ، وهما يتناولان طعام الأفطار مع صاحبة المنزل اللذان كانا يستأجرانه ، فقذفت مسز لنكولن زوجها بفنجان القهوة الغالى في وجهه ، أما هو فلم يتحرك، وظل ساكناً كالطفل الصغير ، وما كان على المضيفة ؛ الا أن أسرعت إلى خرقه مبلله جاءت بها ومسحت وجهه وملابسه ،  مع استمرار الزوجة في صب جام غضبها ، وانهال من فمها سيل من اللعنات والشتائم ، وأخيراً أنتهى الأمر بهذه السيدة إلى الجنون ,...
ويقول بعض الكتّاب :" ليس مقتل لنكولن هو المأساة الكبرى في حياته ، وإنما زواجه من مثل زوجته "
     هذا هو النكد .. وإن الكثيرات من الزوجات يحفرن قبور سعادتهن تدريجيا بفعل النكد .
     ونحن وإن كنا وجهنا هذا الكلام إلى الزوجات ، فلا يعنى ذلك أنه غير منطبق على الأزواج أيضاً..، فالحياة الزوجية في واقع الحال مشاركة .. بين الزوجين ... فإذا أرادا السعادة والمحافظة عليها فعليهم التقرب من الله ؛ والذي هو بعينه البعد عن محبة المال ... والنكد .. !
     فالسعادة :
     ليست من المال ولا بالمال .. ولكنها من يد الله تمنح للإنسان إذ أراد ذلك بقناعته في الحياة مهما يكن مستواه ... وفي نفس الوقت تذهب من الإنسان لو ذهب عنه الله ، ونسى الإنسان أنها منهُ ولهُ (أي من الله ) ،
    وليست تصنع بإمكانيات الإنسان " فقال له الله يا غبي ، هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون " [57]  "و أما ثمر الروح فهو محبة فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، ايمان ، وداعة ، وتعفف .."(غل  5 : 22- 23)

2.    "الأنا "..- الذات - .. الانغلاق والتقوقع حول الذات :
     يقول أحدهم : " أن كانت حريتك قد صارت مقيدة برباطات حب الذات المعطلة ، فاعلم : أنه لايمكن لأى بصيص من النور أن  ينفذ من خلال جدار الغرور بالذات .. ؛ ولذا ، لا تسعى إلى مراكز أعلى أو ألقاب أعظم ، فكلما كان مركزك أقل، كلما كنت أكثر حرية .. " فالغير مرتفع لا يسقط ".
   لاتجعل مشيئتك الخاصة فوق مشيئة اخيك . فإن هذا سيعلمك ذلك الفن الصعب : فن الخضوع ، ومع الخضوع ستقتنى الاتضاع ، وهذا هو أعظم طريق للسعادة !!.
     فحينما ترى نفسك أعظم الناس ، تنحدر إلى عبادة النفس ( الذات) ، دون أن تدرى .... هذه هى الكبرياء بعينها .. والتى تدفع صاحبها دائما الى التمرد ، وعدم الرضا بما هو كائن فيه ، وبالتالى تبعده عن السعادة .
  
3.    كلام الناس ... " المعاشرات الرديئة "
" افاستعطف الآن الناس ، أم الله أم اطلب أن أرضي الناس ، فلو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبدا للمسيح"[58]
" ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس"[59]
" ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس "[60]
  لقد نشرت احدى بيوت الخبرة في الزواج ، بحثاً في :" الحياة الزوجية وتقصى أسباب الطلاق " ملخصه :-
" أن أكثر من نصف الزوجات اللواتى يمكن أن يحظين بالسعادة ، يتحطمن في العادة على صخور محاكم الطلاق؛ بسبب النقد وحده ( كلام الناس ) "... النقد العقيم الذي يكسر القلب ، ويذل النفس .......
     فعندما كثر كلام أصحاب أيوب له بدون فائدة ، بل أخذوا يزيدون آلآمهُ ألماً ..، أجاب أيوب و قال:" قد سمعت كثيرا مثل هذا معزون متعبون كلكم. هل من نهاية لكلام فارغ " [61]
     ويقول المرنم :" الاتكال على الرب خير من الاتكال على االبشر. الرجاء بالرب  خير من الرجاء بالرؤساء "[62] لقد أوضح العالم النفسانى الانجليزى "ج.أ. هادفيلد" .. في كتابه .. " سيكولوجية القوة " مدى تأثير كلام الناس .. فقال " قد أجريتُ على ثلاث رجال تجربة لاختبار تأثير الاتجاه الذهنى في قوامهم ، التى كنت أقيسها بواسطة "دينامومتر" جعلتهم يقبضون عليه بكلتا يديهم وبتجميع قوتهم – وقد قسم هادفيلد التجربة الى ثلاث مراحل :
الاولى : أختبر قوة الرجال الثلاثه وهم في أكتمال وعيهم ، فكان معدل قوتهم 101 رطلاً
ثانيــــاً : نومهم تنويماً مغناطيساً ، وأوحى لهم بأنهم فى غاية الضعف والوهن ، فكان معدل قوتهم 29 رطلا – اى أقل من ثلث قوتهم العادية !
"وكان احد هؤلاء الثلاثه رياضياً معروفاً ، فلما قيل له وهو تحت تأثير التنويم المغناطيسى أنه ضعيف ، عقب على ذلك بقوله: أنه يشعر كأن ذراعه نحيله واهنة كذراع الطفل الوليد!
ثالـــثاً : أوحى اليهم ، وهم تحت تأثير التنويم المغناطيسى أيضا، أنهم غاية في القوة ، فأرتفع معدل قوتهم على 142 رطلا !- أي عندما امتلأت أذهانهم بفكرة القوة ، أزدادت قوتهم فعلاً بنسبة 50% تقريباً!!
      هذا هو التأثير العجيب للاتجاه الذهنى ....
      والذي ينشد سعادته من كلام الناس فسوف يلعب البعض بمشاعره ...... كما حدث مع أيوب الصديق في بادئ الامر ...
 
4.    الطموحات المرضية ... " الطمع"
.. ليست السعادة في النجاح المطلق ..... لان ذلك لله وحده ..... ولكن لكل إنسان أعطى قدراً من النجاح يسعى إليه حسب أمكانياته وقدراته ؛ ومعطيات الله له من هبات ومواهب ووزنات في كل المجالات .. ينجح في كل شئ – كاولاد الله – شرط أن تكون نفسه ناجحة [63] ؛ فلا يكون النجاح على حساب أبدية الانسان ، أو على حساب كرامة الإنسان أو صحته النفسية أو الجسدية ...، أو قد يسبب له هذا النجاح المرضى ؛ مشكلات أجتماعية ، أو تنازلاات ايمانية أو عقيدية .
*فالنجاح النسبى المطلوب من الإنسان المسيحى الحقيقى : هو أن يحقق الهدف الذي من أجلهِ وجد ّ في هذه الحياة ، والذي رسمهُ له الاله ..
      فقد كان قديسنا ارسانيوس دائما يُذكر نفسه ،  مخاطباً أياها قائلاً :
" أرسانى .. أرسانى .. تأمل فيما خرجتَ من أجله .. حتى لا يحيد الطريق الذي حُدد له ، وأختاره لنفسه ، وباركه الله ..
... فلا تدع النجاح المرضي ، يحطم سعادتك " – فكل شئ زاد عن حده ؛ انقلب إلى ضده – " بل كن قنوعاً وأسمع كلام معلمنا بولس الرسول ؛ اذ يقول بالروح القدس " فاني اقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي ، بل يرتئي الى التعقل ، كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان " [64]
.. فكثيرون قد حطم حياتهم هذا الشبح المؤذى وهذا الطموح المرضى "... كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا "[65]
          فقد كتب العالم النفسانى الامريكى لورنس جولد ؛ مقالاً في هذا الصدد محاولاً نشره في الصحف الامريكية تحت عنوان: (هؤلاء حطمهم النجاح ) !! , مبيناً فيه، كيف أن الطموحات المرضية ؛ للوصول إلى نجاح أكبر من أمكانيات وطاقات الشخص؛ يكلفه من الاجهاد العصبى أضعاف ما يكلف الاخفاق ...، وقد وضع في مقاله أمثلة لأشخاص لم يبلغوا هذا النجاح إلا على حساب صحة أبدانهم وسلامة أعصابهم ... كذلك أوضح في مقاله هذا، أن النجاح يتضمن في الأغلب رغبة – لاواعية-  في بلوغ أهداف كانت محرمة على المرء وقت الطفولة ، ومن ثم يصاحبها الاحساس بالذنب ، فكلما مضى المرء في بلوغها كلما جاش في نفسه الأحساس بالذنب ؛ الذي يدعو بدوره إلى أنزال العقاب، وكثيراً ما ينتهى هذا العقاب إلى حد تحطيم المرء لحياته !!
     وللاسف ؛ رفضت الصحف الامريكية مقاله هذا متعذره بأنه " مناف للروح الأمريكية " .. لأنهم يروا في فقدان الطموح ضعف ...
     فمقياس النجاح هو : فيما يعود على الفرد من سعادة ... ليس فيما يحصل عليه من مال أو مركز أو ....أو...
فقد تكون السعادة – وهذا مفهومنا لها كمسيحيين – في تقديم الآخرين في الكرامة [66]  ، أو في العطاء أكثر من الأخذ [67]
.. كذلك الحياة على الأرض ؛ لا تعطى سرها وسعادتها بسهولة الا للذين يعملون في سبيلها ..

5.     الهموم"0ver load  "
          فأعداء السعادة ثلاث :-
1.    ذنوب الماضى ..
2.    القلق على الحاضر..
3.    غموض المستقبل ..

.. فإذا هجرت القلب مخاوف الماضى ومابه من أحساس بالذنب ..

     "ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل اثم"[68] " لأني أكون صفوحا عن آثامهم و لا أذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد "[69] " .. و قد كنت عريانة و عارية فمررت بك و رأيتك و اذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك و سترت عورتك و حلفت لك و دخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي  فحممتك بالماء و غسلت عنك دماءك و مسحتك بالزيت و ألبستك مطرزة و نعلتك بالتخس[70] و ازرتك بالكتان و كسوتك بزا (ثيابا) و حليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك و طوقا في عنقك  و وضعت خزامة في أنفك و أقراطا في أذنيك و تاج جمال على رأسك فتحليت بالذهب و الفضة و لباسك الكتان و البز و المطرز و اكلت السميذ و العسل و الزيت و جملت جدا جدا فصلحت لمملكة و خرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب " [71]  

.. وإذا هجرت القلب مخاوف الحاضر ؛ ومابه من قلق على المعيشة والحياة ...
     "يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي "
" لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون و بما تشربون و لا لأجسادكم بما تلبسون أليست الحياة أفضل من الطعام و الجسد أفضل من اللباس. أنظروا الى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع الى مخازن و أبوكم السماوي يقوتها ألستم أنتم بالحري أفضل منها.    و من منكم اذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة. و لماذا تهتمون باللباس تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب و لا تغزل. و لكن أقول لكم أنه و لا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم و يطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الايمان.  فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس.  فان هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها.  لكن أطلبوا أولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم. "[72]                                                         


وإذا هجرت القلب مخاوف المستقبل  ومابه من غموض المصير ...

     "فلا تهتموا للغد ؛ لأن الغد يهتم بما لنفسه .. يكفي اليوم شره " [73]
     يعلق "ديل كارنيجى "- صاحب كتاب : " دع القلق وابدأ الحياة " على هذه الآية فيقول:
" نعم .. يتحتم عليك أن تفكر في الغد ، وتعد العده له ، ولكن لا يجب أن تهتم  له ...؛ فالهم  مرادف للقلق "...
"الق على الرب همك فهو يعولك لا يدع الصديق يتزعزع الى الابد " [74] , "

هلم الآن ايها القائلون نذهب اليوم أو غدا الى هذه المدينة او تلك و هناك نصرف سنة واحدة و نتجر و نربح أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد ؛لأنه ما هي حياتكم انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل"[75]

     كتب "ستيفن ليكوك ما أعجب الحياة!" يقول الطفل : عندما أشب فأصبح غلاماً .. ويقول الغلام : عندما أترعرع فأصبح شاباً .. ويقول الشاب : عندما أتزوج .. ، فاذا تزوج قال : عندما أصبح شيخاً متفرغاً ، فإذا واتته الشيخوخة ؛ تطلع إلى المرحلة التى قطعها من عمره ، فإذا هى تلوح كأن ريحاً أكتسحتها اكتساحاً .. أننا لا نتعلم - الاّ بعد فوات الأوان - ،  أن قيمة الحياة في أن نحياها..، فى أن نحيا كل يوم فيها وكل ساعة
  .. لقد جلس القديس أغسطينوس على قمة العالم ؛عندما أحس أنه لايشتهى شئً ولا يخاف من شئٍ !
يقول الأديب الانجليزى "توماس كارليك" :" ليس علينا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتاً على البعد ، وانما علينا أن ننجز مابين أيدينا من عمل واضح بيّن "

احبائى :
الإنسان : محدود الاحتمال .. ربما لا يستطيع احتمال هموم اليوم ، فكيف نضيف له هموم الغد !!

     كُتب عن " أدوارد ايفانز " – من أهالى ديترويت :- " أنه أوشك أن يقتل نفسه قلقا ً واكتئاباً ، قبل أن يتعلم أن قيمة الحياة في أن نحياها ، في أن نحيا كل يوم منها وكل ساعة ... ، لقد نشأ " ايفانز " فقيراً ، معدماً ، يكتسب رزقه من بيع الجرائد ، فقد أشتغل كاتباً في محل بقالة ، ثم التحق بوظيفة مساعد لمدير مكتبة ، كل ذلك وهو يعول سبعة أشخاص.. ، ويكد ليوفر لهم القوت ..، ورغم أن أجره عن عمله الأخير كان ضئيلاً ، فإنه كان يخشى الاستقاله منه ؛ مخافةً أن يتضور هو وعائلته جوعاً ... وأنقضت ثمانية أعوام قبل أن يستجمع " ايفانز " أطراف شجاعته ؛ ليبدأ عملاً مستقلاً وقد بدأ عمله المستقل برأس مال مٌقترض قدره خمسة وخمسون دولاراً ...
   
 لكنه أصبح يربح عشرين ألف دولارا..، في العام ! ثم حلت به نكبة . فقد أمد صديقاً له بمبلغ كبير من المال ؛ فما لبس الصديق أن أفلس ! وفي أعقاب هذه الكارثة حلت كارثة آخرى  ، فقد أفلس بدوره المصرف الذي يودع فيه " ايفانز " أمواله كلها... ، وأصبح " ايفانز " فإذا هو مفلس لا يملك مليماً واحداً ، بل أصبح مديوناً بمبلغ سته عشر ألف دولارا ، ولم تحتمل أعصابه ذلك كله ،
       وقد قال " ايفانز " يوصف حالته آنذاك أنه :" لم يستطيع أن يأكل أو أن ينام . وانتابه المرض ..... المرض الذي جره عليه القلق ولا شئ غير القلق .... ويستطرد ويقول : وبينما أنا أسير ذات يوم ، أدركنى الاعياء ، وتهاويت في عرض الطريق  وحملنى الناس الى بيتى ، ولم ألبث حتى تفجر جسمى بثوراً مؤلمة ، حتى أن مجرد الرقاد في الفراش أصبح محنة شديدة . وكان هزلى يزداد يوماً بعد يوم ، وأخيراً أنهى إلىّ الطبيب أننى لن أمكث حياً أكثر من أسبوعين ! وصدقت ذلك ، وكتبت وصيتى  ولبثت ُ في الفراش أنتظر النهاية المحتومة ...، لم يعد يجد آنذاك الخوف ولا القلق ، ومن ثم أمتثلت للأقدار وأسترخيت ، ورحت في نوم عميق !.. فلم يكن مجموع ما قطعته في النوم خلال الأسابيع الماضية يزيد على ساعتين !!  ولكن وقد أوشكت مشكلتى أن تحل بالموت !., أستغرقت في النوم كالطفل ، وبدأت المتاعب التى كنتُ أحسها تختفى ، وعادت إلىّ شهيتى ، وأزداد وزنى مرة أخرى ؛ لفرط دهشتى !. ومرت أسابيع قليلة ، استطعت بعدها أن أمشى متوكئاً على عصاتين ، ثم مرت ستة أسابيع فأستطعت أن أعود مرة آخرى إلى  العمل !.. وكنتُ قبل مرضى أربح عشرين ألف دولارا في السنة ... ولكنى  اليوم قانع بعمل يدر علىّ ثلاثين دولارا في الأسبوع . ولقد وعيت الدرس الآن ..؛ فمحوت القلق من نفسى ،
 وركزت  كل وقتى ، ونشاطى ، وحماسى في عملى الجديد " .
.. وقد تقدم " ايفانز " كثيراً في عمله المتواضع ذلك ، فلم تمض سنوات قلائل ؛ حتى أصبح مديراً للشركة التى يعمل بها .. شركة " ايفانز للانتاج " ! ، وعندما توفي " ايفانز " 1945م ، كان يُعدُ رجلاً من أشد رجال الأعمال في الولايات المتحدة نجاحاً ..
      واذا قُدرّ لك أن تطير يوماً فوق جرينلاند ، فقد تهبط في " مطار ايفانز " المطار الذي أطلق عليه اسمه تخليداً لذاكره ... لم يكن ادوارد ايفانز  ليحرز النجاح الذي أحزره في ميدان الأعمال ، وفي الحياة عموماً لو لم  يقدر أن يعيش في حدود يومه وأن يمحو القلق على الماضى والمستقبل ...
"هذ هو اليوم الذي صنعه الرب . فلنبتهج ونفرح فيه "[76]

الخلاصة :-
     فإذا هجرت القلب مخاوف الماضى ومابه من أحساس بالذنب ، وإذا هجرت القلب مخاوف الحاضر ؛ ومابه من قلق على المعيشة والحياة ، وإذا هجرت القلب مخاوف المستقبل  ؛ ومابه من غموض المصير ... جاءت السعادة لتغمر القلب بفيض من السلام الدائم وتمضى المخاوف ...

أحبائى : أخطاء الماضى أنتهت ، لايغيرها إلا نجاح الحاضر ، وتطلعات المستقبل لا تتحقق إلا بعد نجاحنا في الحاضر ايضاً...

فكما يقول : سير وليم أوسلر: "أغلق الأبواب على الماضى والمستقبل وعش في حدود يومك "
فتعيش سعيداً







[1] يقول صاحب كتاب : العلم وسعادة الانسان لوبرانس رانفيه
[2] تي 1 : 15                    
[3] غل 6: 9, 10
[4]  غل 5: 22
[5]  كو 3: 10
[6]  غل 5: 16
[7]  مز 23 : 4
[8]  عب 11: 25
[9]  رو 12: 10
[10] مر 9: 35
[11]  2كو 6: 10
[12] غل 2: 20
[13]  مت 12: 19, 20
[14] مت 11: 29
[15] مت 21 :5
[16] رؤ 21: 1 , مت 25: 34
[17] يو 4: 13 ,14
[18] ار 23: 6
[19]  اع 10: 38
[20] 1يو 2: 6
[21] يو 19: 28-30
[22]  مت 27: 3- 10
[23]  مت 18: 21- 35
[24] لو 6: 45
[25] مز 25: 8
[26] لو 9: 51-56
[27] عب 12: 14
[28] مت 5 : 44
[29] غل 5: 22
[30] رو 3 : 17
[31] لا 3 : 1
[32] أش 48 : 22 :، 57 :21
[33] أف 4 :3
[34] لو 2: 14
[35] يو 20 : 19 , 21: 26
[36] يو 14: 27
[37] يو 17: 14
[38] يو 16: 1, 2, 33
[39] 1بط 2: 19 -23 وايضا مت 10: 24, 25
[40] يو 23: 31
[41] يو 9 : 18-38
[42] ار 23: 6, 33: 16 , 51: 10
[43] الانجيل بحسب متى – القمص تادرس يعقوب ملطى ص 107
[44] مت 10: 36
[45] يو 14 : 26
[46] اع 5: 40, 41
[47] 2 تى 1: 6
[48] 1كو 3 :16 ,  6: 19
[49] نش 1: 12
[50] لو 6: 38
[51] يو 4: 28, 29
[52] عن جريدة الاهرام ص 28 من مقال في عصر القلق والاكتئاب : تحقيق سعدية شعيب
[53] ار 2: 12, 13
[54] يو 15: 5
[55] 1تى 6: 10
[56] مت 6: 24
[57] لو 12 : 20
[58] غل 1: 10
[59]  رو12: 18
[60] اع 5: 29
[61] اي 16 : 1- 3
[62] مز 118: 8, 9
[63] 3يو2
[64] رو12 :3
[65] يو4: 13
[66] رو12: 10
[67] اع 20: 35
[68] 1يو1: 9
[69] عب 8: 12
[70] تخس : كما جاء في قاموس الكتاب المقدس : ترجمة للكلمة العبرية "تحش" , وهو حيوان أستعمل جلده للغطاء الخارجى لخمية الاجتماع حز 25: 5 , وتتخذ منه نعال الأحذية الراقية التى تلبسها السيدات حز 16: 10 , والجلود المشار اليها هى فى الغالب جلود الحيوانات البحرية كالدولفين واالدوكرنج وعجل البحر.
[71] حز 16: 7-  14
[72] مت 6: 25- 33
[73] مت 6: 24
[74] مز 55: 22
[75] يع 4: 13, 14
[76] مز 118: 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق