الثلاثاء، 15 مايو 2012

القديس البابا أثناسيوس الرسولى للقمص مرقس البرموسى




    يقول معلمنا بولس الرسول 
                                " أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله أنظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم "  (عب 13 :7 )
    وعندما سكبت المرأة الطيب الكثير الثمن على رأس السيد المسيح ....قال السيد المسيح : " أنها قد عملت بى عملا حسنا .... الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل فى كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا  لها " (مت 26: 6-12)
    و نحن معشر الكهنة الأرثوذكس نردد دائما فى مجمع القداس ، قبيل أن نتذكر القديسين ، ونقول : " لأن هذا يارب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك فى تذكار قديسيك.."
     حقا يقول الحكيم " ذكر الصديق للبركة..."  (أم7:7)
     ويقول المرنم: "..الصديق يكون لذكر أبدى.."  (مز112: 6)
أهمية دراسة حياة القديس أثناسيوس الرسولى :
لماذا أثناسيوس بالذات ؟
     يقول القديس غريغوريوس النزينزى :" حينما أمدح أثناسيوس فأنا أمدح الفضيلة "
     لم يسكب أثناسيوس الطيب لتكفين المسيح ، ولكنه كسر قارورة حياته الغالية الثمن ليقم المسيح من قبور الهراطقة ولاسيما الأريوسيين.....
     ويقول (جواتكن )- صاحب كتاب تاريخ الأريوسية سنة  1882م
"...هذا الأسقف العظيم حقا ، والذى لم يكن أعظم منه أحد قط ؛ فقد وقف وحيدا يدافع عن مجمع نيقية ..، لقد حاول الامبراطور قسطنتيوس أن ينتقم منه..، ولكن كلفه ذلك أن أرتجت الامبراطورية كلها من حوله حتى الى أساسها ، وحتى  ّذلك الزلزال المروع الذى أصاب منطقة الأدريانوبل ، فلم يكن فى نظر الامبراطور من الخطورة والعنف بمثل ما أحدثه اثناسيوس بهروبه من وجه الامبراطور علانية !
      وجاء بعده الامبراطور يوليانوس الوثنى الجاحد ، ونظر ، ولم يكن يصدق عينيه ، كيف كان أثناسيوس كملك يحكم مصر !!بل ويعمد السيدات(الشريفات)الوثنيات – المعتبرات أنهن تحت حماية الأمبراطور – الأمر الذى آثار كوامن أفظع غيظه...، فأجتهد ولم يكل ، حتى نجح فى نفيه أيضا، ولكن بالرغم من كل ذلك ظل أثناسيوس بهدوء كما هو يعمل بلا هوادة "
 وفى كلمة قالها البطريرك الأنطاكى – مارأغناطيوس يعقوب – فى احتفال الكنيسة بتذكار مرور 1600سنة على أنتقال القديس أثناسيوس 
     يذكر، ويقول : "بذل قديسنا مارأثناسيوس جهودا جبارة بنضاله المرير دفاعأ عن عقيدة ألوهية السيد المسيح، ولأنه كان راسخا فى عقيدته رسوخ الرواسي (الجبال الثوابت الرواسخ) ، لم يقلق و لم يتسرب اليأس الى نفسه ..؛ لكنه صمد وثابر وصبر رغم ما ألم به من صنوف المكاره، وكان يؤمن بأنه لابد أن يتكلل صبره يوما بالظفر.." 
      هذا القديس العظيم ، قد بذل خمس واربعون سنة فى خدمة السيد المسيح (الله الكلمة)، والدفاع عن ألوهيته ..، وكان له الفضل فى أن تجتازالكنيسة بثباته فى الأيمان، وصلابته، مرحلة عسرة كادت تهدم كيانها وتزعزع أسسها ، وتغير ايمانها واعتقادها.....!
     يكفى أن نقرأ للمؤرخ " ستانلى " فى كتابه " محاضرات عن الكنائس الشرقية " المطبوع فى أكسفورد سنة 1864م قوله : " وأصبح بطريرك الاسكندرية بعد مجمع نيقية قاضى المسيحية فى المسكونة كلها " ،...
     وأيضا أن نقرأ فى تاريخ المجمع المسكونى الأول بنيقية عن الملك قسطنطين الكبير أنه وقف وسط المجمع الكبير الذى ضم 318 أسقفا من كل العالم المسيحى ؛ ليصافح الشماس أثناسيوس (البابا أثنايوس فيما بعد) ويقول له : " أنت بطل كنيسة الله " !! (من كتاب :محاضرات فى التاريخ الكنسى -  المجامع الكنسية – للمتنيح الأنبا يؤانس)
++فمن هو هذا القديس؟
      ولد القديس أثناسيوس حوالى سنة295م ، من عائلة مسيحية....
   يقول عنه القديس غريغوريوس النزينزى:(لقد شب منذ البدء فى الممارسات الدينية وسيرة التقوى)العظة21, 6


شبابه المبكر: 
     ابان شبابة المبكر – او قل طفولته المتاخرة – كانت الأسكندرية ، كما نعلم مليئة بالتيارات والفلسفات المختلفة ، وكان هناك تنافس حميد ، وصراع علمى بين : مدرستى الأسكندرية الوثنية ، واللاهوتية ، هذا قد كسى العاصمة ثوب النشاط الثقافى والحضارى ،مما جعلها بحق عاصمة العالم ثقافيا- هذا بجانب تعدد الديانات والعبادات - وكانت هناك أيضا التيارات الفكرية المتنوعة مثل: الغنوسية ، والأفلاطونية ، وغيرهما...-
      ورغم كل هذه الظروف ، ازدهرت المسيحية ازدهارا كبيرا، ظهر فيها علماء اللاهوت والفلسفة المسيحية ، أمثلة اكليمندس السكندرى، والعلامة اوريجانوس...وغيرهما..
     ساعد على ذلك تلاشى الاضطهاد وقت من الزمن حتى سنة 303 م الذى آتى فيه اضطهاد الطاغية ديوكلديانوس، مانعا التجمعات المسيحية ،آمرا بهدم الكنائس واتلاف الكتب الدينية....
1- لاهوت أثناسيوس :
     كان اضطهاد  ديوكلديانوس هذا ،- وأثناسيوس يناهز الثمانى سنوات - ، فشاهد وعاش فى شبابه المبكر، أفظع الآلام الكنسية ؛ فأكسبه ذلك صلابة الشهيد، وكونت شخصيته القوية....
     لقد عاصر أيضا ، إضطهادات كثيرة ، وإنطبعت فى ذاكرته ذكريات كثيرة منها من إعترافات المعلمين العظام ، أمثال فيلياس الشهيد اسقف تمىّ، وهو يشهد بلاهوت المصلوب بيقين واصرار أمام معذبيه، وإعترافات بابا الأسكندرية نفسه، القديس بطرس الشهيد،- وهو يعترف والسيف على رقبته - : (الذى بطبيعته اله صار بطبيعة البشر)....
     اضافت هذه الصوروالذكريات الحية ، الى منابع التقليد المتعددة التى استقاها اثناسيوس؛ حماسا عمل على رفع حرارة إيمانه ودفاعه الى مستوى الشهداء فعلا، وجعلت من لاهوت أثناسيوس لاهوتا متميزا (لاهوت الشهيد) إمتدادا حيا لصراخ دماء هؤلاء الأبطال ، وهى تهتف بحق المسيح وتشهد للاهوته
  لقد صدق العالم (نياندر) – حينماقال عن اثناسيوس" ان القلب هو الذى يصنع اللاهوت " .
     أنهى الامبراطور قسطنطين الإضطهادات – وأعطى الحرية فى ممارسة العبادة للجميع بمنشورميلان سنة313م - وبدا السلام والهدوء فى البلاد
2- بداية علاقته بالكنيسة القوية وتلمذته للبابا :
 ويروى لنا " روفينوس"  تقليدا جاء فيه : " ان اثناسيوس جذب انتباه البابا الكسندروس ، التاسع عشر من بطاركة الأسكندرية ، عندما كان فى أحد الأيام ينظرالبابا  من نافذة مقره بالأسكندرية على شاطئ البحر، واذا بصبية يلعبون على الشاطئ ، فلما تحقق من حركاتهم وجدهم يمثلون طقس العماد الذى تجريه الكنيسة؛ فأخذ يراقبهم بشغف وابتدأ يحس أن عملهم هذا أصبح له وضعه السرائرى ، فاستدعاهم وكان ذلك فى حضور بعض من الاكليروس، ولما سألهم عرف أن الصبى أثناسيوس كان هو الذى يقوم بدور الأسقف فى العماد ، وقام فعلا بعماد بعض الأولاد رفقائه بطريقة العماد الصحيحة، وهؤلاء لم يكونوا مسيحيين ...فتداول البابا مع الاكليروس ، واعتبروا هذا العماد سارى المفعول (الذى قام به الصبى أثناسيوس)،- (مثل  معمودية يوحنا المعمدان بالماء فقط)- وأمر البابا بأن تجرى للأولاد ما يلزمهم من الطقوس والتعاليم اللازمة لذلك " 
    ومن هذا اليوم ، قبل البابا الكسندروس، أثناسيوس كتلميذ له..، وفى عام 312م أقامه قارئا ، ثم شماسا سنة 318 م ، وعينه سكرتيرا له....
3- تعليمه :
  تعلم أثناسيوس فى مدرسة الاسكندرية اللاهوتية الفريدة التى كانت تحت ادارة البطاركة مباشرة، وكانت هى المنبع الوحيد للتعليم فى الكنيسة بالنسبة للمؤمنين، والداخلين فى الإيمان ، وكان منها يتخرج البطاركة، فكانت خزانة التقليد الرسولى واداة الحفاظ على التعليم الصحيح.....
     ويكفى لكى ندرك مقدار صرامة الضبط والربط اللاهوتى الذى كان يمارسه البطاركة على مستوى التعليم فى مدرسة الإسكندرية ، ما حدث للعلامة أوريجانس، أعظم فلاسفة عصره ، ومن كبار الدارسين والشارحين للكتاب المقدس، اذ لم تعفه مكانته هذه من الطرد من عمادة المدرسة والنفى من الإسكندرية برمتها ، عندما استشعر بطريرك الإسكندرية وقتئذ جنوحه عن حدود التقليد الرسولى فى الشرح والتفسير...
  لذلك كان صراع أثناسيوس الذى تخرج من هذه المدرسة العظيمة فيما بعد ، كان صراعا روحيا ومدرسيا بآن واحد ؛ يقوم على أساس ايمانى بلاهوت المسيح ....
4- جهاد القديس أثناســـــــــــيوس
++بداية مشوار الجهاد العظيم للقديس اثناسيوس الرسولى :-  
أ- مجمع نيقية وما تبع ذلك:  وكما قاد ابرام  أول معركة لشعب الله فى القديم  فى دان ( تك14:14) ومعه 318 من غلمانه ، وانتصر ...
  كذلك قاد أثناسيوس الشماس أول معركة لشعب الله فى العهد الجديد (الكنيسة) فى نيقية سنة325م ,ومعه 318 أسقفا من المسكونة كلها...
    اذ رافق الشماس أثناسيوس معلمه البابا الكسندروس الى مجمع نيقية سنة 325 م – ظهر فى هذا المجمع نبوغ وغيرة أثناسيوس ، وقدرته على مقاومة التعاليم الهرطوقية لآريوس صاحب هذه البدعة مفندا آرائه الخاطئة ؛ واضعا مع الأباء قانونا للايمان – الذى تردده جميع الكنائس الى اليوم –


هؤلاء شهدوا عن أثناسيوس
++يقول " جوان فوتشر كنج "   فى كتابة : " معجم تاريخ مصر" ص183
       "... شارك اثناسيوس فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325 م الذى دعا اليه الامبراطور قسطنطين الأول ، ومن خلاله نجح فى توحيد رجال الدين المسيحى الحاضرين فى اتخاذ موقف ادانة للآريه (الآريوسية)، وحازت كتابات أثناسيوس عن اللاهوت والموضوعات الأخلاقية شعبية واسعة النطاق فى حينها وبين الباحثين المسيحين فيما بعد..."
++ويقول" نياندر" (1789-1850) - يهودى متنصر ، وعالم لاهوتى ومؤرخ كنسى بارع -  :-
     "...لم تات سنة 330م  حتى صار أثناسيوس الشخصية المتفوقة والذائعة الصيت فى الكنيسة ، بل ورأسا وروحا أيضا للجماعة التى انحازت الى مفهوم وحدة الجوهر – بين الآب والأبن - ؛ فهو الذى منذ البداية ، قاد البابا الكسندروس إياه ، قبل إنعقاد مجمع نيقية ، لعدم قبول أوعودة آريوس..، وبعد ذلك أثبت أثناسيوس وجوده فى  مجمع نيقية بغيرته وحدّة بصيرته التى دافع بها عن عقيدة وحدة الجوهر ؛ حتى صرع  الآريوسيين ، واستمر أثناسيوس بنفس قوته وحدّته وعلى مدى نصف قرن يتتبع حركاتهم بصلابه وثبات لا ينثنى ،  مقابلا فى سبيل ذلك شتى صنوف الإضطهادات والمقاومات والآلام – ولم يأبه اطلاقا بتهديد الإمبراطور – ؛ مع أنه هو ومصر كلها كانا تحت الاحتلال!!
++يقول " د/محمد ابراهيم الفيومى"  فى كتابه (تاريخ الفكر الدينى الجاهلى ص210-211) مايلى:-
     "...ظهر فى القرن الثالث للميلاد قديس ثالث من آباء الكنيسة ..( أثناسيوس ) ولد فى الإسكندرية ، وكان من أشد خصوم الوثنية  ، ومن ألد أعداء الهرطقة ، ويعتبر بحق من آباء الأرثوذكسية ، كانت خصومته للهرطقة موجهه بالدرجة الأولى لمذهب (آريوس) المتوفى سنة 336م ، والذى كان أحد رجال (الاكليروس) فى الإسكندرية ..، وفى الإسكندرية نشأ هذا المذهب الذى عرف بإسمه..
     كان آريوس يقول ان (الله) فوق ادراك البشر ومعرفتهم ، وأنه منفصل عن أى مخلوق كائن، وان ( السيد المسيح ) لم يكن ( الله ) بالمعنى الشامل ؛ الا أن تعاليم  آريوس رفضت  فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325 م ، و فى مجمع نيقية برز أثناسيوس بسبب وضعه قانون الايمان المعروف ب "القانون النيقاوى" وفيه تشديد على الثالوث ، وبوصفه أسقفا لمدينة الإسكندرية رفض أثناسيوس تقبل الأوامر التى كان يصدرها الأمبراطور والتى كانت تنم عن عطفه على الآريوسية ومناصرته لها ، ثم نفى مرارا وعزل، ثم فى منفاه عاش مع النساك.."
++ويقول احد آباء كنيستنا القبطية عنه :
     "...كان اثناسيوس يملك الحقيقة لافى عقله ولا فى لسانه فحسب ؛ بل فى قلبه ، فى شخص الرب يسوع الذى كان ينطق على فمه بفعل روحه القدوس فى كيان قديسنا ...كانت سرعته فى كشف نقط الخبث عند الآريوسيين يقابلها سرعة الرد وشدة الحجة واقتباس الآية ..، وفى نهاية كل المحاجاة كان يضع المبادئ التى كانت موضع المناظرة فى صورة قانون واجب القبول والنفاذ .. "
5- أثناسيوس البطريرك :
       بعد خمسة شهور فقط من ختام جلسات المجمع المسكونى بنيقية تنيح البابا الكسندروس التاسع عشر فى 17/4/328م ، وبدا العبء رسميا ينتقل بالفعل على عاتق قديسنا أثناسيوس ..، فعندما تنيح البابا الكسندروس ، أجمع الجميع اكليروسأ وشعبأ بإختيار أثناسيوس خلفا له ، وبذلك أصبح البابا أثناسيوس العشرون فى عداد بطاركة كرسى الإسكندرية 
     ان تملق أريوس واتباعه للأمبراطور، جعل للأريوسين عمر طويل الى حد ما؛ مما أتعب أثناسيوس فى صدها ؛ لدرجة أنه نفى خمس مرات بسبب هذه البدعه التى كان يقاومها بشدة ، وحتى بعد موت آريوس ، كان أتباعه يتعبون البابا أثناسيوس 


++يقول فيليب شاف (Philip schaff)-المؤرخ الكنسى (1819-1893)-فى كتابه ) تاريخ الكنيسة المسيحية )- الجزء الثالث ص885
     "...أثناسيوس هو المركزالذى كانت تدور حوله الكنيسة واللاهوت فى العصر النيقاوى، وقد لقّب بالكبير ، كما لقّب الأمبراطور قسطنطين نفسه الذى كان يعاصره ، ولكن الأول كان عن جدارة - فكرا وأخلاقا – جدارة تمحصت بالإضطهاد و الآلام التى تحملها على مدى السنين فى مقاومة أخطاء فظيعة ، ومقاومة حكومة الإمبراطور و ما القول المشهور : " ان أثناسيوس صار وحدة ضد العالم لما صار العالم كلة ضده " إلا تعبيرا جيدا يشرح بقوة حيدته المتفردة الجريئة الحرة ، و أمانته التى لا تهتز ازاء قناعته ، و هذا بحد ذاتة يشكل معارضة خطيرة لا رد عليها ضد القاعدة الكاثوليكية بخصوص مبدأ السلطة : " ان كل ما يؤمن به الجميع فى كل مكان وفى كل زمان يكون هو الحق " ،  مبرهنا بسلوكه هذا أن الحق ليس قط دائما فى جانب الأغلبية..!، بل غالبا ما يكون غير مقبول ولا مألوف لدى جمهور الناس ؛ فأثناسيوس بمفرده فى وقت من الأوقات – وهو تحت الحرم من مجمع أساقفة معلن بفرمان امبراطور – كان وحده الحامل للحق !! ؛ لذلك دعى فيما بعد " أبو الأرثوذكسية " ، و "حامي الايمان" ..
     وهنا نتساءل : من كان بجانب الحق في أيام الطوفان ، الثمنية أفراد الموجودين بالفلك ..؟ أم باقي العالم ؟
                     وفي سدوم وعمورة ، من كان بجانب الحق ، لوط وابناه أم باقي شعب البلدين ؟
       ودعاه ايضا المؤرخ الأسقف ثيئوذوريت (393-460) - وهو قريب من زمن أثناسيوس - ، دعاه : " المنبر الأعظم "
       ودعاه يوحنا الدمشقى    ←   " حجر الزاوية فى كنيسة الله "
       لقد سار أثناسيوس على القانون الروحى القائل بأن " الأرثوذكسية عليها أن تشرح الايمان بالإقناع وليس بالقوة "
      
     ولقد تحالف أتباع ميليتس مع الآريوسيين وتضامنوا ضد كنيسة المسيح ، و ذلك منذ أن كان على السدة المرقسية البابا بطرس خاتم الشهداء ال17 فى عداد البطاركة
      واشتد تأثير هذا الاتحاد الشيطانى والتحالف الشرانى ، عندما دعمه الأسقف الآريوسى "يوسابيوس" – أسقف نيقوميديا – ، واتضح ذلك إبان رسامة القديس  أثناسيوس بطريركا على الإسكندرية سنة 328 م – فقد كان ليوسابيوس هذا نفوذا سياسيا لدى الإمبراطور..، وكذلك من الناحية الأخرى ، حقدا شخصيا للبابا أثناسيوس ، فكان يدبر له المؤامرات...
      لقد كان يوسابيوس صديقا حميما لآريوس الهرطوقى – كانوا زميلان فى مدرسة " لوسيان" - لوقيانوس – بانطاكية ، هذه المدرسة ذكرها مؤرخهم "اسبيروجبور" ، فى كتيّب له عن موجز التاريخ الأبيض للكنيسة الأنطاكية ص6 ، حيث يقول:
     "..فى مصر أسس القديس بندينوس مدرسة الإسكندرية اللاهوتيه..،  لمع منها أوريجينس ، وأثناسيوس الكبير ، وديديموس الأعمى ، وكيرلس الأسكندري ،  
      وفى أنطاكية أسس الشهيد " لوكيانوس " المتوفى311 م ، مدرسة لاهوتية ...خرّجت عددا كبيرا من الرجال ..، إنما عيبها هو عيبنا العام : الفردية والاستعداد للهرطقة ...، كان " باسيليوس الكبير"  يستشير لاهوتيا رئيسها " ديودوروس " أسقف طرسوس كيليكيا ، إلا أن تلاميذ لوكيانوس هم : آريوس الهرطوقى المشهور وصحبة فحول الهرطقة ، وتلاميذ  " ذيوذوروس "  هم إجمالا أبطال النسطورية ..، إنما  شذّ يوحنا فم الذهب واستقام بعد حين "ثيئوذوريتوس"  أسقف قورش ..."   ؛  ولذلك نرى  " يوسابيوس  النيقوميدى "  يؤيد صديقه آريوس تأييدا مطلقا، حتى بعد أن أدين آريوس من المجمع المسكونى النيقاوى سنة325م – ، وقد بذل مجهودا كبيرا لكى يقبل آريوس فى الشركة دون جدوى 
     كانت تكمن قوة شرور الهرطقة الآريوسية فى قوة نفوذ يوسابيوس النيقوميدى السياسية فبواسطته استطاع آريوس أن يجعل قضيته مسكونية زز


قالوا عن أثناسيوس أيضا ( بعد مجمع نيقية ) :
     ولكن وكما يقول " دورنر" - المؤرخ اللاهوتى -  " ....بأسلحة بالغة الإكتمال والقدرة ؛ فأثناسيوس كان قد تكامل فى نضجه الروحى واللاهوتى وملك فى قلبه وعقله كل الردود المفحمة على أسئلة آريوس التهكمية ؛ لأنه كان قد بلغ أوج  الهامه فى الإحساس  بالفادى ، وإدراكة ككل لا يتجزأ..، وهذا الالهام بالسيد المسيح ككل ظل سلاحة الذى استطاع أن يحطم به كل نظريات آريوس العقلية الفاسدة .."
   لقد قال المؤرخ سقراط :
          " ان فصاحة أثناسيوس  فى المجمع النيقاوى، قد جلبت عليه كل البلايا التى صادفها فى حياته " ك 2.ف8 .


  ب - جهاد فى المنفى :-
       عندما نجح اثناسويس فى الوصول لمقابلة الملك قسطنطين ، وأوضح  له الأمور، وفنّد الوشايات الكاذبة التى وصلت ضده الى الملك ، أعجب به الملك وأرسله مكرما الى شعبه..


صراعه مع الآريوسيين
       ورغم ذلك عصابة فان الآريوسين، لم ييأسوا ...؛ ففى سنة 334 ميلاديا ، عقدوا مجمعا فى قيصرية فلسطين ، ولفّقوا تهما كاذبة تخدم أغراضهم الدنيئة،  ولتاكيد التهم ، أرسلوا 6  أساقفة آريوسيين الى مصر – صوريا -  وعادوا ومعهم الادعاءات الكاذبة الذى بنى عليها المجمع الشرير حكمه ضدالبابا أثناسيوس بتجريده من درجة رئاسته  الكهنوتية ، و عزله عن الكرسى  السكندرى ، وأكدوا  ذلك فى مجمع آخر بأورشليم سنة 335 م  ، وكان قسطنطس الملك مدعما لهذه الادعاءت الكاذبة ضد أثناسيوس لأنه كان آريوسيا .
     و نجح أثناسيوس مرة أخرى للوصول الى الملك قسطنطين ، و طلب منة مواجهة خصومه ، فحضر بعضهم ، و تخوّف الآخر من مناقشتة امام الملك ، وعلاوة على ذلك  فان الذين حضروا لم يناقشوه فى الادعاءات التى لفقوها له لمعرفتهم ببطلانها ، بل هيّجوا الملك بادعائهم بأن أثناسيوس يمنع المراكب القادمة من مصر حاملة الحنطة الى العاصمة ..؛ فهاج الملك لذلك ...، و حكم على أثناسيوس بــ : 
 النفى الاول :
      الى تريف (ترير ) فى الجنوب الغربى من فرنسا ، و كان ذلك فى 5-2-335 م   حيث قابله أسقف (تريف) " مكسيمينوس " بحفاوة و احترام و كذلك قائد جنود المملكة فى الغرب " قسطنطين الصغير "...
      ومات آريوس الهرطوقى ..، و كاد أن يعود أثناسيوس الى كرسيه ، لولا موت " قسطنطين الكبير" ، واستيلاء ابنه  الآريوسى " قسطنس " على الجزء الشرقى من المملكة ..
    و لكن :مساعى قسطنطين الثانى لدى أخيه نجحت فى عودة أثناسيوس الى الإسكندرية مكرما فى نوفمبر سنة 337 م .
     استاء الآريوسيين من ذللك ، وأعادوا  الكرّة فى مهاجمة أثناسيوس ...


 + فعقد مجمع فى أنطاكية سنة 340م ، وحكموا فيه بعزل أثناسيوس ، وأقاموا مكانه رجلا منهم اسمه يسطس كان محروما من البابا الكسندروس من قبل، و أبلغوا ذلك أسقف رومية الذى بدوره أرسل الى بابا الاسكندرية  معاتبا اياه رجوعه  الى كرسيه  بدون قرار مجمع ..، فعقد البابا أثناسيوس مجمعا فى نفس السنة – اجتمع فيه 80 أسقفا – محتجا على الأعمال الآريوسية ...، وأرسل رسالة دورية الى جميع اساقفة المسكونة ، موضحا براءته ، وعدم قانونية مجمع الآريوسيين فى الحكم على أسقف لا يحكم عليه إلاّ بمجمع مسكونى .....ولكـــــــــــــــن...
     ← تأتى الريح بما لاتشتهى السفن...، فقد قتل قسطنطين الثانى نصير الأرثوذكسيين . فخلا الجو للآريوسيين...


  + فعقدوا مجمع فى انطاكية أيضا سنة 341 م  ، و حضره معهم الملك  " قسطنس " ، برئاسة يوسابيوس بطريرك القسطنطينية ، أيدوا فيه حكم المجمع السابق ...، وعينوا "غريغوريوس الكبادوكى " مكان أثناسيوس بطريركا على الاسكندرية بالقوة  رغما عن ارادة شعبها !..... و هرب أثناسيوس .. ذهب الى روما ...، رحّب به أسقفها  " يوليوس " ..


 + عقد مجمع فى روما ، قرئت فية رسالة أساقفة مصر، وبعد الفحص ، حكم المجمع ببراءة أثناسيوس من التهم التى وجهها له الآريوسيين..، رغم ذلك.. ، دعاه أسقف روما للمكوث لديه حتى تهدأ الأمور .، فقضى بروما سنة ونصف وضع فيها نظام الرهبنة للرومانيين 


 +عقد مجمع فى ميلان بايطاليا سنة345م  ، وقرر أعضاءه ضرورة عقد مجمع عام ، واجتمع المجمع العام فى سرديكا باليونان ..، لكن الآريوسيين قاطعوا المجمع بحجة وجود أثناسيوس فيه !!
   حكم المجمع :
     1- ببراءة أثناسيوس 
     2- وتثبيت قانون الأيمان النيقاوى 
     3- وحرم الاساقفة الاريوسيين 
     4- وعزل غريغوريوس الكبادوكى الدخيل 
      مما أغاظ الآريوسيين فهيجوا قسطنس على الأرثوذكسيين فأمر قسطنس والى مصر بأن يضطهدوا أتباع أثناسيوس، ولا يسمح لأثناسيوس بالعودة الى كرسيه ..، واذا تجاسر ورجع ، تقطع رأسه ، فانفرد أثناسيوس فى احدى مدن تركيا للعبادة.. 
     بعث الملك قسطنس  الارثوذكسي الى القديس  أثناسيوس يستدعيه ، ثم زوّده  برسالة الى أخيه قسطنس الآريوسي شديدة اللهجة يقول فيها:
" انه ينادى عليه بالحرب ان لم يرجع القديس أثناسيوس الى كرسيه "
      ومما هو جدير بالذكر أنه قد فعل احد البطاركة الآريوسيين موقفا مخجلا  أثار استياء  الملك قسطنس منها فاضعف العلاقة معهم ، و صرح للبابا أثناسيوس بالعودة الى كرسية ..؛ فقوبل فى الاسكندرية باحتفال عظيم جدا.؛ فجلس على كرسيه ونعمت البلاد براحة لمدة 3 سنوات من سنة 350م :سنة353م 
  
    ++قتل نصير الارثوذكسية الملك قسطنس  ..، - ورجعت ريمة لعادتها القديمة - ، وهاج الآريوسيين ضد أثناسيوس – ، ولما فرغ قسطنس من الحرب، جمع مجمعا فى اريلاتى (من فرنسا ) سنة353م ، وألزم أعضاءه أن يصدروا أحكاما ضد اثناسيوس ..، فأصدروا الى " يولين"  أسقف تريف ، الذى أبى ذلك ..، فنفاه الملك حيث تنيح فى منفاه..
غالبا ما يكون هناك اتحادا بين السلطة الزمنية والشيطان
   +عقد مجمعا آخر فى ميلان – بروما سنة 355م ، من 300 أسقفا ، أغلبهم من الآريوسيين ، وحضره الامبراطور، والنتيجة أيضا الحكم ضد  أثناسيوس بأى تهم- ، فرفض أسقف روما واكليروسه ذلك ، فنفاهم الملك الى مدينة (بيرا) بتراقيا ...وأثار قسطنس الملك الآريوسي اضطهادا عظيما ضد الارثوذكسيين....
       وأصدر أمرا بنفى أثناسيوس ، فى أوائل سنة356م وتم حصار الكنيسة بالجنود ؛ فقتل عدد ليس بقليل من المصلين..، ولولا خطف الرهبان والقسوس لأثناسيوس ليهربوا به ..؛ لفتك به الجنود !!
  ذهب أثناسيوس الى الصحراء فى برية طيبة وعاش مع الرهبان هناك وكان عمره قد تجاوز الستين ..، أما الآريوسيين فكانوا يطلبونه ويفتشون عنه بأمر الملك فى كل مكان فى المملكة برا وبحرا وكأنه عدو جميع البشر ..ولكن دون جدوى...
     كان الاهتمام الرئيسى لقديسنا الرسولى ، - بل وكرس حياته كلها من اجله - هو :-
الشهادة لألوهية الابن (المسيح)  ؛ لقد نفى خمسة مرات من أجل ذلك بعيدا عن موطنه وعن شعبه ، ولكنه كان يستثمر ذلك فى كتاباته ، فنراه :
 - فى فترة نفية الثالث من سنة 358م : سنة362م ،  كتب مقالاته الأربع ...، 
 فنجده فى المقالة الاولى :-
     1- يسرد ملخصا لتعاليم البدعة الآريوسيه ،  كما أسردها المبتدع آريوس الهرطوقى فى كتابه ( ثاليا )...
     2- يقدم دفاعا عن تعليم المجمع المسكونى بنيقية ضد الآريوسيه ، بان المسيح ابن الله هو أزلى وغير مخلوق ، وغير متغير ، ومساوى مع الآب فى الجوهر الواحد.
     3- يفند اعتراضات الآريوسيين على هذا الايمان النقياوى القديم 
     4- يوضح حقيقة بعض نصوص الكتاب المقدس التى استخدمها الآريوسيين محوّلين معناها لتخدم غرضهم الدنىء ، ألا وهو الطعن فى ألوهية المسيح ..، فيقوم بشرحها بما يتفق و الايمان الأرثوذكسى الرسولى السليم .


و نجده فى المقالة الثانية :- 
     1- يشهد لألوهية السيد المسيح ، 
     2- يشرح الآيات الكتابية التى استخدمها الآريوسيين لمهاجمة من يعترف بألوهية السيد المسيح ، و ذلك من خلال الكتاب المقدس.


و فى المقالة الثالثة :-
     يتابع الشهادة لألوهية السيد المسيح ...من خلال أيضا شرحه الدقيق للنصوص الكتابية التى استخدمها الهراطقة الآريوسيين للطعن فى ألوهية السيد المسيح له المجد.


و فى المقالة الرابعة :-
يدافع قديسنا أثناسيوس عن أزلية (الابن الكلمة ) وأنه غير مخلوق ، ويفنّد كلام كل من تسول له نفسه أن ينشر بدعة تطعن فى أزلية المسيح ، سواء كان آريوسى أو خلاف ذلك من الهراطقة


   وأخــــــيرا نـقـــــــــول :
     لقد استطاع القديس اثناسيوس بقدرتة المتزنة الثابتة على الامساك بالحقائق الأولية ، خاصة فيما يتعلق بـ :
وحدة الجوهر ( وحدة جوهر الله )
بنوة المسيح  الحقيقية او الطبيعية للآب ....
قدرة قديسنا على النفاذ الى اعتراضات الآريوسيين و تحليلها و ضمها ....
بتتبعة للمنطق الآريوسى الى نهاية نتائجه استطاع أن يبين أن الآريوسية  فلسفة متناقضة  مضادة للعقل و مضادة للتقوى معا.
امسك قديسنا (بالجانب الخلاصى ) فى دفاعة عن ألوهية المسيح ، فيؤكد القديس  أثناسيوس ، على الاهمية القصوى لألوهية السيد المسيح ؛ لأجل حقيقة الفداء و نوال النعمة ، و معرفة الله.


هذا وقد كتب قديسنا اثناسيوس :
 ليرد على افتراءات الآريوسيين ، و خاصة (ليونس الآريوسي ) أسقف أنطاكية ، (نرسيس الآريوسي) ،و(جورج الآريوسي) أيضا من لاودكية ،... وكل من يتهمونه بالجبن غي غترات هروبه من شرهم  واعتداءاتهم ! .......وهنا يتساءل القديس أثناسيوس فيقول :-
هل يوجد منطقة لم تتأثر بمكرهم؟
هل يوجد خصم لهم لم يكن ضحية مؤامرتهم بتلفيقات مصطنعة على طريقة  " ايزابل " ؟
هل هناك كنيسة اليوم ليست فى حداد على أسقفها الذى يعاني مؤامراتهم ؟
     اما نحن أنفسنا وكهنتنا فقد طاردونا وهم مصممون على الانتقام بقتلنا فى حالة نجاحهم ، ولولا هروبنا - الذى أفسد خططهم مرة آخرى - ،لكننا انتهينا سريعا....
     يتهموننا أيضا بأننا استطعنا الافلات من أيديهم الآثمة ... يرتبون كل شئ من أجل الاضطهاد !... 
     وفى الواقع لا يهرب المرء من الشخص الوديع الذى يمكن التعامل معه ، بل يهرب من الشرس ذى الطباع الفاسدة ....
     ان الظالمين يحرصون أيضا على ابادة ضحاياهم المختبئين لكى يمحوا آثار فعلتهم 
++وقد كتب أيضا وهو فى نفيه فى البرية:
الى أحد أصدقائه المقربين (الأسقف سرابيوم – من أساقفة الوجه البحرى ) يوضح له ظهور جماعة آخرى ، تسمى جماعة المتقلبين      Tropicl يطعنون فى ألوهية الروح القدس ، ويدّعون أنه أحد الأرواح الخادمة ، ويختلف عن الملائكة ، وان كان من طغماتهم ، ولكنه  أعظم منهم وأنه ينفصل عن الابن ويختلف عنه
     فكتب لصديق يقول :- "..أيها الحبيب المشتاق اليك بالحق ، لقد كتبت – وانت كذلك متضايق حزين – أن أشخاصا معينين اذ تركوا الآريوسية بسبب تجديفهم  على  ابن الله – يقاومون الروح القدس ، قائلين انه ليس أحد المخلوقات فقط بل هو فى الواقع ، أحد الأرواح الخادمة ، وتختلف عن الملائكة فى الرتبة فقط ، وهم فى هذا يدعون انهم يحاربون الآريوسيه ،  لكنهم فى الواقع يقاومون الايمان المقدس ....
هذا الذي دفع المجمع الثاني المسكوني للانعقاد في القسطنطينية واكمال قانون الايمان


++كذلك مقالة تجسد الكلمة تقدم ردا حاسما فى مواجهة الهرطقة الآريوسيه....
وقد كتب ايضا رسالة الى الوثنيين ، ينتقد معتقدات وعبادات الوثنيين ، - وذلك قبل النفى –  وفى الحقيقة ان الرسالة الى الوثنيين ، و مقالة تجسد الكلمة – ماهما : الا فصلين من سفر واحد 
  وكتابه عن تجسد الكلمة ← يمتد بصلاحياته ليغطى ما بعد زمانه ، ويصبح حتى اليوم صالحا لاستخدامات لاهوتية متعددة ..؛ ليكون فى النهاية واحدا من أفضل البراهين على " الحق " .
+كتب كذلك وهو فى المنفى : رسائل الى المؤمنين تحثهم على حفظ الايمان المستقيم 
+لقد قاد أثناسيوس حركة الصراع فى البداية ضد هرطقة آريوس العنيد ، وامتد ذلك الصراع مع عناد آريوس الوصولى الى صراع مع الأساقفة الآريوسيين الذين أمالهم آريوس اليه ، والى هرطقته الي أن صار صراعا مع الملوك والأباطرة  الآريوسيين اللذين تملقهم هذا الثعلب الآريوسي فسرى هذا السرطان الروحى حتى شمل معظم كنائس العالم – حتى كاد ان يصير العالم كله آريوسيا – وهنا نتذكر قول أثناسيوس المشهور:
" أنــا ضـــد العالــــــــــــــــــــــم "
..فالمجامع التى عقدت فى مدة حكم قسطنس الملك  الآريوسي ؛ بسبب الخلافات بين أثناسيوس و الآريوسيين تتجاوز الاثنى عشر مجمعا..


++ خمس مرات النفى : -
الى مدينة تريف  treve - بفرنسا – بعد ادانته فى مجمع صور سنة335م ، واستمر لمدة سنتين
الى روما – بعد انعقاد مجمع فى انطاكيه ضده سنة339م – ولكنه استطاع ان يعود بعد سبعة سنوات نفى كان فيها على كرسى الاسقفية بديلا له هو غريغوريوس الكبادوكى ...
هرب فيها الى الصحراء بعد ادانته فى مجمع ميلان – بروما سنة 356م ، وبقى فى النفى لمدة 6 سنوات 
هرب  الى طيبة حيث عاش وسط الرهبان هناك لمدة سنة 362-363 م 
هرب  الى برارى مصر – لمدة أربعة شهور فقط....


نهايــــــة حياتـــه :
وقد عاد البابا أثناسيوس الرسولى من المنفى الاخير ، وهو فى السبعين من عمره ليقضى التسع سنوات الأخيرة من عمره فى سلام ....، 
      وفى مايو سنة 373م رقد قديسنا فى الرب عن عمر 79 عاما


++هذا هو البابا أثناسيوس : الذى كان يمثل فى الواقع الرأى المستقيم قرابة نصف قرن من الزمان ، حاملا على عاتقه الكنيسة بأسرها –صامدا أمام قوى العالم الشريرة التى تحالفت ضده وضد الايمان المستقيم .. ، فحمل راية الحق رغم ما عاناه من مشقات متحملا النفى لفرط محبته للملك المسيح !


     تنيح القديس أثناسيوس قبل أن يتحقق له النصر النهائى ...ولكن سرعان ما أرسل الله الامبراطور " ثيئودوسيوس " سنة 380 م ، والذى حقق كل أمانى القديس  أثناسيوس اذ فرض ايمان نيقية على كل الإمبراطورية ....
  
      اخيرا : يقول مثلث الرحمات  " قداسة البابا شنودة الثالث " :
" أمام أثناسيوس يصمت الكل و يتكلم هو ...؛ لأنه لايستطيع إنسان أن يقول كل شىء عن أثناسيوس .."


      و يقول " الايوت قزماس "  فى القرن  السادس :
     " اذا قبلت جملة لأثناسيوس و لم يكن لديك ورقة ، فاكتبها حالا على ثوبك.." 

هناك تعليق واحد:

  1. جميل جدا جدا .. المقال و الكاتب أكثر من رائع
    البحث شامل و واف لكل الجوانب
    عاشت محبتكم و ربنا يعوضكم و يبارك في خدمتكم

    ردحذف